بعد تصريحاته المتهورة التي أحدثت أزمة كبيرة مع إيران كونه شخص يمثل النظام الإماراتي، بدا الأكاديمي عبد الخالق عبدالله بالمراوغة، نازعاً عن نفسه لقب مستشار ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.
تقرير: محمد دياب
في ما يبدو أنها محاولة من الحكومة الإماراتية للتنصل من تصريحات الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله، نفى الأخير صفته التي لطالما تغنى بها ومنذ أكثر من 10 سنوات عبر معظم وسائل الإعلام العربية وهي أنه مستشار ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، كي لا ترتبط تصريحاته التي أحدثت أزمة كبيرة مع إيران بالحكومة الإماراتية.
ولهذه الغاية، فإن موقع “إيلاف” السعودي، الذي يديره عثمان العمير المقرب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والذي يرتبط بعلاقات قوية مع جهاز أمن الدولة في الإمارات، “تطوع” بإجراء مقابلة مع عبدالله كانت الرسالة الأبرز فيها أنه لا مرجعية حكومية له، وليس مستشاراً لولي عهد أبوظبي، مكتفياً بأنه شخصية تعبر عن مواقفها لا عن مواقف الحكومة برغم أن غالبية مواقفه تسبح في فلك السلطة.
وبرغم أن هذه الصفة أعطت تغريدات عبدالله على “تويتر” أبعاداً رسمية وأثارت الجدل بسبب هذه الصفة، إلا أنه لم يبادر يوماً إلى التعليق أو نفي هذا المنصب، حتى أن أبو ظبي لم تسع إلى مثل هذا النفي برغم أن تغريدات عبدالله كانت محسوبة إعلامياً على الأقل على ابن زايد.
وتساءلت مصادر خليجية عن مغزى التوقيت بهذا النفي، خاصة أنه جاء بعد تهديدات إيرانية محددة ومباشرة لحكومة الإمارات تطالبها بتحمل مسؤولية تصريحات سياسيين ومسوؤلين قريبين من الحكومة أو يعملون في صفوفها، استناداً إلى صفة المستشار التي تطلق على عبد الله.
وكان مسؤولون إيرانيون قد وجهوا انتقادات شديدة اللهجة إلى الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله بسبب تصريحاته حول الهجوم الذي وقع في مدينة الأهواز الإيرانية، يوم السبت 22 سبتمبر / أيلول 2018، ونفذته مجموعة “تيار الأحوزاية” التي تمولها السعودية والإمارات، وأدى الهجوم إلى استشهاد وجرح عشرات الأشخاص بينهم نساء وأطفال.