سلطت صحيفة “ذا اندبندنت” البريطانية الضوء على استهداف السعودية لإمدادت الغذاء في اليمن، والتي تهدد ملايين اليمنيين بالمجاعة، مشيرةً إلى أن ذلك “أسوأ من اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي”. ولفتت “ذا اندنبدنت” الانتباه إلى الصمت وردود الفعل الباردة من قبل الحكومات الغربية اتجاه الانتهاكات السعودية.
تقرير: محمد دياب
ليس استهداف السعودية لإمدادت الغذاء في اليمن، التي تهدد ملايين اليمنيين بالمجاعة، بجديد، بل إن الجديد هذه المرة هو مقارنة صحيفة “ذا اندنبدنت” البريطانية بين قتل شعب بأكمله وبين قتل فرد واحد.
ولفتت الصحيفة الانتباه الصحيفة الانتباه إلى كيفية تعاطي العالم الغربي تحديداً مع الجريمتين “برغم أن الجلاد واحد”، مؤكدة أن “جريمة اغتيال الشعب اليمني أسوأ من جريمة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي”.
وقالت الصحيفة إن “مؤامرة اغتيال خاشقجي، كما ثبت على ما يبدو من خلال الأدلة السمعية والبصرية التي أظهرها الأتراك للمسؤولين الأميركيين، هي مزيج مروع من الوحشية والغباء”.
ووفقاً لـ “ذا اندبندنت”، فـ “الغرض من مثل هذه الاغتيالات وعمليات الاختطاف ليس فقط لإسكات الأصوات المنشقة، بل ترهيب جميع المعارضين في الداخل والخارج”، مشيرةً إلى أنه “من طبيعة الحكام المستبدين أن حكمهم غير متوازن لأنهم لا يسمعون أبداً آراء مخالفة لأفكارهم”.
وعن جرائم السعودية في اليمن، قالت الصحيفة: “بدأت السعودية حربها على اليمن في عام 2015، وأسفرت عن نتائج كارثية، في ظل صمت وردود فعل باردة من قبل الحكومات الغربية، وما يثير الاستغراب حقاً هو صمت الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتجاه اليمن”، وهو ما تعزو الصحيفة سببه إلى “صفقات السلاح المباعة للسعودية”، واضعة توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، في الخانة نفسها مع “الصامت” ترامب.
وانتقدت الصحيفة كيف أن الرياض وأبو ظبي ومن معهما في واشنطن ولندن وباريس “لا يشعرون بأي نوع من الأسف”، مبينة أن “الاستمرار بدعم السعودية وتجاهل الانتهاكات هو الذي عمل على تهيئة الظروف لوصول اليمن إلى مجاعة من صنع الإنسان”.