تواصل السلطات السعودية ملاحقة معارضيها في الداخل والخارج، إذ كشفت “واشنطن بوست” عن تسجيلات تبين أساليب استدراج الرياض لمعارضيها ومحاولات إسكاتهم بأساليب مرعبة.
تقرير: سناء ابراهيم
تستخدم السلطات السعودية أساليب متعددة لإسكات معارضيها في داخل المملكة وخارجها، فهي تلاحقهم في بلاد اللجوء عامدة إلى النيل منهم.
وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن حصولها على تسجيلات سرية توثق محادثات بين الناشط السعودي المعارض، عمر عبد العزيز، وشخصين سعوديين.
وأوضحت الصحيفة الأميركية أن التسجيلات التي تسلمتها من عبد العزيز الذي حصل على حق اللجوء في كندا، “تبين أسلوب الرياض المرعب في استرجاع معارضيها إلى البلاد، عن طريق إغرائهم بالمال والأمان”، حيث تصاعدت هذه المحاولات بعد تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد، وفقاً لمنظمات حقوقية.
مدة التسجيلات 10 ساعات، وتوثق لقاءات بين عمر عبد العزيز الذي قالت الصحيفة إنه مقرب من الصحافي جمال خاشقجي، ورجلين سعوديين حملا “رسالة خاصة من (ولي العهد السعودي) محمد بن سلمان”، وجرت في “مقهى مونتريال” على مدار 4 أيام، في مايو / أيار 2018.
ونقلت الصحيفة عن عبد العزيز قوله إن الرجلين قدما له عرضين: العودة إلى أهله وأصدقائه في السعودية أو الذهاب إلى السجن. واصطحبا معهما إلى اللقاء أحد أشقاء عبد العزيز الأصغر سناً، وخلال التسجيل، كرر الرجلان أنهما كلفا بهذه المهمة من قبل ابن سلمان، كما ذكرا أنهما يعملان بأوامر من مستشار ولي العهد ومخطط السياسات الإعلامية في السعودية، سعود القحطاني.
وكشف عبد العزيز عن أنه كان يعمل على مشاريع عدة مع خاشقجي بينها تأسيس “جيش إلكتروني داخل السعودية يتصدى للمتصيدين الموالين للحكومة على شبكة الإنترنت”، إضافة إلى فيلم قصير وموقع إلكتروني يرصد حقوق الإنسان في المملكة.
ورأت “واشنطن بوست” أن الأسلوب الذي قاربته السلطات في محاولة استمالة عبد العزيز إلى كندا يشبه تعاطيها مع خاشقجي، وأفاد العديد من أصدقاء الصحافي بأن مسؤولين سعوديين تواصلوا معه خلال الأشهر الأخيرة وعرضوا عليه منصباً رفيع المستوى في حال عودته إلى المملكة. ورفض خاشقجي العرض الذي شعر بأنه خدعة.