يجد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان فتاوىٍ جاهزة من دعاة التطبيل لسياساته، ولو كانت القضية مقتل معارض وتقطيع جثته داخل قنصلية بلاده في اسطنبول.
تقرير: بتول عبدون
لم يكف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن اتباع سياسة الضرب بيد من حديد وتجميع المطبلين لحكمه حوله، بهدف تثبيت حكمه وإسكات أي صوت معارض له.
جَنّد ابن سلمان جيشاً الكترونياً عُرف بـ “الذباب الإلكتروني” لتبرير سياساته والتطبيل لخطاطه، كما اعتمد سياسة قمع وإرهاب شيوخ المملكة لإجبارهم على سير بسياساته لنجاة من القتل والاختفاء في السجون.
ونجحت سياسة ابن سلمان مع الكثير من دعاة المملكة. ففي قضية مقتل الكاتب الصحافي جمال خاشقجي برز الدعاة المطبلين له والذين أسهموا في تزكية رواية النظام الحاكم، كصالح المغامسي، وعائض القرني، وعبد الرحمن السديس.
وغرد صالح المغامسي على “تويتر” معلقاً على تصريحات ابن سلمان لوكالة “بلومبرغ” في شأن خاشقجي، قائلاً: “دراية المسؤول، وثقة القائم على أمور الدولة، ثمّ التغافل عن الجعجعة والهرطقة العارضة لمصلحة أكبر”.
لم تلبث ثقة المغامسي طويلاً ببراءة سلطته، فقد اضطرت السلطات السعودية إلى الاعتراف بمقتل خاشقجي، ما دفعه إلى تغيير وجهة الحديث مرة أخرى. ففي اتصال هاتفي بقناة “العربية”، قال المغامسي إن ابن سلمان لم يأمر بقتل خاشقجي وإنما “أراد من بعض رجاله احتجاز خاشقجي ومفاوضته للرجوع إلى بلده”، واصفاً فعل ابن سلمان بـ “الرسول حينما كان يُرسل قادته” للتحدث مع ملوك الدول الأخرى.
أما عائض القرني، وبعد اعتراف السعودية بمقتل خاشقجي، فكتب مقالاً يستنكر فيه ما يتعرض له ولاة الأمر من “مؤامرات”، معتبراً أن “هذه الحرب ليست على السعودية وإنما على الإسلام”. ولم يرسل القرني برقية تعزية إلى أهل خاشقجي ولا طالب بإظهار الحقيقة، وإنما أعاد نشر شعره في التغزل بابن سلمان.
بدوره، وقف عبد الرحمن السديس على منبر المسجد الحرام ليؤيد قرارات وليّ الأمر “الحكيمة”، على حد وصفه، معتبراً أن مسيرة التجديد بـ “رعاية ولاة أمرها الميامين”، متحدثاً عن “حرص واهتمام ولي العهد ماضٍ في رؤيته التجديدية”، ومحذراً من أن “أي محاولات لتهديد المملكة” لأنها، برأيه، “ستنعكس سلباً على الأمن والسلام والاستقرار العالمي”.