اليمن / نبأ – يحيي أنصار الحراك الجنوبي اليوم الذكرى الواحدة والخمسين لانطلاق الثورة ضد الإحتلال البريطاني بتظاهرتين حاشدتين في مدينتي عدن والمكلا. يأتي ذلك في وقت يتصاعد فيه الإهتمام الخليجي بقضية جنوب اليمن وسط حديث عن إمكانية دعم الإنفصال. فهل يمكن أن تساند المملكة مطالب من هذا النوع وأية مصلحة لها في ذلك؟
للمرة الثالثة عشرة على التوالي احتشد اليمنيون الجنوبيون في كبريات مدنهم، المناسبة هذه الكرة الذكرى الواحدة والخمسون لانطلاق الثورة ضد الإستعمار البريطاني، تحت ظلال أعلام ما كانت تعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تظاهر هؤلاء مطالبين بالإستقلال وفك الإرتباط عن الجمهورية العربية اليمنية. مطالب بدا لافتا الترويج الخليجي غير المسبوق لها في أكثر من منبر وجهاز دعائي. عن مليونية جنوب جديد تحدثت الوسائل الإعلامية التابعة للمملكة السعودية، محاوِلةً التصويب على حركة أنصار الله من بوابة جنوب اليمن.
منذ انطلاق الحراك الجنوبي عام ألفين وسبعة لم تهدأ الإتهامات السعودية لإيران، طهران تدعم حراكا مسلحا هدفه تمزيق اليمن وتفتيت وحدته، هكذا كان لسان حال المملكة والأطراف اليمنيين المقربين منها. لسان يبدو أن سيطرة الحوثيين على صنعاء والحديدة ستدفع بأصحابه إلى تغيير لغاته إن لم يكن تبديلها. في الوقائع التاريخية والراهنة لا تظهر المملكة متضررة من انفصال جنوب اليمن، حرب العام ألف وتسعمئة وأربعة وتسعين كانت كفيلة بطمس كل مخاوفها من النظام الإشتراكي القابع في حديقتها الخلفية.
اليوم، يتضح أكثر فأكثر القلق السعودي من تعاظم قوة أنصار الله وتمددهم في غير محافظة يمنية واقترابهم من المناطق المحظورة، قلق ربما يدفع النظام الحاكم في المملكة إلى المؤامرة بالورقة الجنوبية علها تفلح في خلق توازن مع الخصوم الإقليميين على الساحة اليمنية. بمنطق المصالح الإستراتيجية تريد السعودية منفذا إلى بحر العرب، سيطرة الإيرانيين على مضيق هرمز وتهديدهم لتجارة النفط الخليجية يؤرقان آل سعود، من هنا يمتد الطموح السعودي إلى إنشاء موانئ حيوية على سواحل محافظة حضرموت اليمنية وتمديد أنابيب النفط عبرها، بما يسمح بتوجيه ضربة إلى إيران وانتزاع ورقة ضغط منها لطالما لوحت بها.