نبأ نت – وجهت حادثة وفاة الشقيقتين السعوديتين، تالا فارع (16 عاما)، وروتانا فارع (23 عاماً)، غرقا في نهر في مدينة مانهاتن الأميركية، خلال أكتوبر / تشرين الأول 2018، الأنظار في اتجاه المسار المحفوف بالمخاطر، سواء في الداخل أو الخارج، الذي تسلكه المرأة السعودية للفرار من وطنها، وفق ما رأت وكالة “أسوشييتد برس”.
ولفتت الوكالة، في تقرير، إلى أن الشقيقتين اللتين عثرا على جتثيهما على ضفة نهر هدسون الصخرية في مانهاتن، مربوطتين معاً بشريط لاصق، هربتا من منزل العائلة في مدينة فيرفاكس، في ولاية فرجينيا الأميركية، قبل أن يتم وضعهما في ملجأ، وسط مزاعم أنهما تعرضتا لسوء معاملة في منزل العائلة.
وأضافت أن ما حدث لهما لا يزال قيد التحقيق، حيث تم العثور على جثتيهما بكامل ملابسهما، ولا تظهر عليهما أي علامات إيذاء جسدي، مشيرة الى أن رئيس المحققين في شرطة نيويورك، ديرموت شيا، أفاد بأن الأشخاص الذين يعرفون الفتاتين السعوديتين أبلغوا المحققين بأنهما تحدثتا عن تفضيلهما إلحاق الأذى بأنفسهم بالانتحار عن العودة إلى السعودية.
واعتبرت “أسوشييتد برس”، أن ما ذكرته الفتاتان لمعارفهما ربما يكون مبعثه أن النساء اللواتي يحاولن الهرب في السعودية يكون لديهن القليل من الخيارات الجيدة.
وقال الباحث في قسم الشرق الأوسط في منظمة “هيومن رايتس ووتش”، آدم كوغل، للوكالة: “الحقيقة أن النساء في المملكة لا يزلن يخضعن لنظام الوصاية. في الانتهاكات الشريرة التي تشمل الاعتداء الجسدي والانتهاك الجنسي، الذي يواجهه النساء داخل المملكة، فقد رأينا نساء في كل الحالات حاولن الفرار”.
كوغل لفت الانتباه إلى أن “هناك أيضاً نساء تعرضن لضغوط في حالات الزواج ضد إرادتهن، ولكنه لم يناقش على وجه التحديد قضية الشقيقتين على وجه التحديد لأنها لا تزال قيد التحقيق، حيث تتعرض بعض الحالات الأخرى للسجن، ولا يمكن لأي شخص إطلاق سراحهن سوى الوصي الذكر”.
كما أشارت الوكالة إلى الاعتقالات التي تشنها السلطات على الناشطات المدافعت عن حقوق المرأة، منوهة بأنه “بالنسبة إلى النساء الهاربات، فإن الهروب مسألة حياة أو موت، وغالباً ما يفعلون ذلك هرباً من أقاربهم الذكور”، مشيرة إلى أن “هروب النساء بمثابة مشكلة يواجهها المجتمع السعودي”.