يجهد الملك سلمان في تدارك أزمة تورط ولي عهده في قضية مقتل الكاتب الصحافي جمال خاشقجي، عبر حشد أبناء الأسرة الحاكمة والقيام بجولات على عدد من المناطق داخل المملكة.
تقرير: بتول عبدون
في محاولة لملمة تورط ولي العهد محمد بن سلمان في مقتل الكاتب الصحافي جمال خاشقجي، يحشد الملك سلمان أبناء الأسرة الحاكمة والقيام بجولة على عدد من المناطق لافتتاح المشاريع وتوزيع الأموال على الوجهاء وشيوخ القبائل.
واستقبل الملك سلمان عدداً من الأمراء كان من بينهم الأمير المفرج عنه متعب بن عبدالله، والأمير تركي الفيصل وأمير الرياض فيصل بن بندر وعدداً آخر من الأمراء وأعضاء “هيئة كبار العلماء”، بهدف رص صف الأسرة الحاكمة، بعد أن قام ابنه محمد بسجن بعضهم وإجبار الآخرين على التنازل عن ثرواتهم.
وكان الملك سلمان قد سمح لشقيقه أحمد بالعودة إلى الرياض من منفاه الاختياري في لندن، نهاية أكتوبر / تشرين الأول 2018، كما أفرجت السلطات، في إطار حملة الملك لإعادة وحدة العائلة الحاكمة، عن الأميرين عبدالعزيز بن فهد وخالد بن طلال بعد احتجازهما لمدة طويلة.
تؤكد مصادر مطلعة أن الملك بدا بصحة جيدة وهو يخرج من عزلته التي بدأها بعد تولي ابنه محمد ولاية العهد، محاولاً إيصال رسائل إلى شعبه بأنه لا يزال يحكم البلاد، وأن ابنه محمد لا يزال ولياً للعهد ولا يملك مقاليد الأمور كافة.
وتبعاً للمصادر نفسها، فإن هذه التوجهات المخالفة لرغبات ابن سلمان بدأت قبل أشهر عندما تدخل الملك لإيقاف خصخصة شركة “أرامكو” بعد استشارته عدداً كبيراً من الأمراء في الأسرة الحاكمة، كما قام الملك بجولة شملت منطقتي القصيم وحائل، وافتتح فيهما مشاريع عدة وأفرج عن بعض المساجين المدانين بتهم مالية.
وزار الملك مدينة بريدة وهي إحدى المناطق التي يتحدّر منها غالبية رجال الأعمال الذين سجنوا في فندق “ريتز كارلتون” في الرياض، كما أنها تعد معقل “تيار الصحوة” الذي استهدفته حملة الاعتقالات التي شنها ابن سلمان.
كما زار منطقة حائل وهي عاصمة إمارة الرشيد، المنافس التاريخي لأسرة آل سعود، وقام بتوزيع الأموال التي تُعطى عادة لشيوخ القبائل التي كان ابن سلمان قد قام بقطعها بحجة التقشف الاقتصادي.