الولايات المتحدة / نبأ – قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن لولي العهد السعودي محمد بن سلمان “سجلاً خطيراً” من التصرفات المتهورة، وإن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب “ليست بحاجة له”.
وذكرت الصحيفة، في تقرير، إن ثمة “نبرة مشتركة بدأت تظهر في خطاب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إزاء إقدام المملكة العربية السعودية على قتل الصحافي جمال خاشقجي”.
فقد ظل الرئيس وأركان إدارته يتحدثون عن نيتهم النبش في جوهر القضية ومحاسبة كل المسؤولين عن ارتكاب الجريمة، “لكن هناك دوماً تبريراً منطقياً من جانب الإدارة”، فقد أفادت وزارة الخارجية الأميركية، يوم السبت 17 نوفمبر / تشرين الثاني 2018، بأن أي تصرف ينبغي أن ينسجم مع مبدأ “الحفاظ على العلاقة الإستراتيجية المهمة بين الولايات المتحدة والسعودية”.
وبحسب “نيويورك تايمز”، فإن “مضمون هذا الخطاب واضح، وهو أن ما من شيء يستطيع تعكير صفو علاقة البيت الأبيض بولي العهد السعودي محمد بن سلمان”.
ولعل هذه “الحتمية”، تضيف الصحيفة، هي التي “حدت على ما يبدو بترامب لمقاومة النتيجة القاطعة التي وصلت إليها وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي أي” مؤخراً، والتي حمّلت فيها محمد بن سلمان مسؤولية إصدار الأمر بقتل خاشقجي”، وهذا السبب هو الذي “حال دون كشف وزارة الخارجية النقاب عما توصلت إليه الإدارة الأميركية من نتائج بخصوص القضية”.
ويبدو أن ترامب “يبالغ في تقييم السعودية كمشتر للسلاح ومنتج للنفط، وحليف ضد إيران”، فالحقيقة، بحسب الصحيفة، أن “النظام السعودي لم يحقق نتائج تذكر في أي من تلك الأصعدة، كما كان يروج ترامب”.
أما كونها شريكاً عسكرياً للولايات المتحدة في ما سمّته الصحيفة “دفع العدوان الإيراني”، فإن السعودية “أثبتت أنه لا طائل يُرجى منها، إذ لم يكن لها وجود ذو بال في سوريا، حيث تشن طهران أقوى حملاتها العسكرية”.
وتمخض تدخل محمد بن سلمان في اليمن عن “كارثة إنسانية، كما ترسخت أقدام إيران هناك، وتبسمت طهران عندما فرض محمد بن سلمان حصاراً على قطر المجاورة، وابتهجت حينما اختطف رئيس وزراء لبنان (سعد الحريري) الموالي لأميركا”، على حد قول “نيويورك تايمز”.
وخلصت إلى أن الولايات المتحدة “لن تستطيع إزاحة محمد بن سلمان عن السلطة، وأن إمكانية بقائه فيها يعد مبرراً آخر استندت إليه الإدارة في رد فعلها على الجريمة”.
غير أنه “من الممكن تماماً أن تفرض واشنطن عقوبات على ولي العهد السعودي، والإعراض عنه، مع استمرار التعامل مع نظامه، كما أن الرياض لن تقوى ولن تسمح بإحداث شرخ في علاقتها مع واشنطن”، وفقاً للصحيفة.
وتزعم الصحيفة أن “إضعاف ولي العهد من شأنه أن يعزز الاستقرار في السعودية والشرق الأوسط. وعلى النقيض من ذلك، فإن الإخفاق في السيطرة على محمد بن سلمان سيغريه على الإتيان بتصرفات أشد دماراً”.
المصدر: “الجزيرة”