أخبار عاجلة
عضو حزب "التجمعِ الوطنيّ" السعودي المعارِض، مضاوي الرشيد (صورة من الأرشيف)

مضاوي الرشيد: قتل خاشقجي زعزع بشدة الزعامة داخل الدولة السعودية

نبأ نت – يفرز نظام الحكم المطلق في السعودية عنفاً كبيراً لدى الشخص الذي يتولى السلطة بغض النظر عن اسمه، وبرغم أنه من المفهوم تركيز وسائل الإعلام الدولية على وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان باعتباره المتهم الأول في جريمة اغتيال الكاتب الصحافي جمال خاشقجي، لكن هذا يشتت الأنظار عن بنى السلطة التي ترعرع فيها ابن سلمان وتشبَّع بها.

فبحسب ما ترى الأكاديمية السعودية المعارضة مضاوي الرشيد، في مقال نشره موقع “ميدل إيست أي” الإلكتروني البريطاني، فإن “بنيات السلطة المطلقة هي التي سمحت للحكام السعوديين السابقين، ومحمد بن سلمان، بالحكم من دون أدنى اعتبارٍ للقواعد الأساسية والنزيهة للسياسات التوافقية، وتتيح هذه البنيات اللجوء إلى مختلف درجات العنف، بدءاً من الاعتقالات التعسفية، والتعذيب في السجون، وانتهاءً بالقتل”.

تفتقر السعودية إلى الأجهزة القادرة على ردع الأمراء الذين يسيئون التصرف. وفي غياب مجلسٍ فعَّالٍ للأسرة الحاكمة أو مجلس أمة مُنتخب، يكون الملك ذا سلطةٍ مطلَقَةٍ ويمكن لنجله أن يُحدِث فوضى، وقد فعلها ابن سلمان، الذي تعتبر الرشيد بأنه “شخص خاطئ اختاره الملك سلمان ليتولى منصب وليّ العهد، وقد دفع هو وسائر أفراد الأسرة الثمن غالياً مقابل غرور ابنه وسلوكه الشارد”.

لم تتشوَّه من قبلُ سمعة السعودية في خارجها بهذه الدرجة، وقد كانت جريمة قتل خاشقجي كارثةً غير مسبوقة تعكس عقليةً سيئةً، وتنفيذاً رديئاً، وإدارةً مرتبكةً للغاية للحوادث. وقد أدت الجريمة، بحسب الرشيد، إلى “زعزعة مصداقية الزعامة داخل الدولة إلى حدٍّ لا يوصف، وتعكس الجولة التي أجراها الملك سلمان مؤخراً في مناطق عدة من المملكة رغبةً في استعادة الثقة بالنظام وإثبات مصداقيته في وقتٍ يقبع فيه ابنه في محور فضيحةٍ دولية”.

الملك سلمان ونجله محمد خلال تدشين “مدينة وعد الشمال” في شمال شرق مدينة طريف

وختمت الرشيد مقالها مشيرة إلى أنه في “ظل الغياب التام للضغوط الملكية، وهشاشة المجتمع السعودي، واستعداد المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، للتغاضي عن مقتل خاشقجي، يبدو أن محمد بن سلمان آمِنٌ في منصبه حتى يموت والده”.