مكة الكرمة/نبأ – أعلنت طهران، الأثنين 24 ديسمبر/كانون الأول 2018، أن هناك “تفاهمات” مع الرياض بشأن موسم الحج المقبل، بمشاركة نحو 86.5 ألف إيراني، فضلًا عن حقوق “الشهداء” الذين سقطوا في كارثة منى موسم 2015.
وصرّح الرئيس الجديد لمنظمة الحج الإيراني، علي رضا رشيديان، اليوم الثلاثاء 25 ديسمبر/كانون الأول 2018، أن 84 ألف إيراني سيشاركون في مناسك الحج للعام الجاري، بالإضافة إلى 2500 بصفة كوادر خدمية وطبية وإدارية، وفق ما نقلته وكالة أنباء فارس الإيرانية.
وأضاف أن “المفاوضات جرت في مكة المكرمة بين الجانبين، بدعوة من الجانب السعودي، وتم خلالها التباحث حول مقترحاتهما، حيث توصلا إلى تفاهمات حول مشاركة الإيرانيين بالحج”، مشيراً إلى تأسيس مكتب لرعاية المصالح الإيرانية في مدينة جدة.
ولفت رشيديان إلى أن حقوق الشهداء الإيرانيين في حادث المسجد الحرام يتم سدادها حالياً من قبل مكتب السعودية في الأمم المتحدة وكذلك تجري متابعة موضوع حقوق شهداء كارثة “منى” على “أمل دفعها بسرعة”، دون تفاصيل.
وفي السياق نفسه، قال رئيس بعثة الحج الإيرانية، علي قاضي عسكر، إن مذكرة التفاهم الموّقعة مع الجانب السعودي “ذات شروط أفضل” من الأعوام الماضية؛ نظراً لوجود مكتب للمتابعة، وفق المصدر ذاته.
ولم تعلّق السعودية على طبيعة هذه المفاوضات سوى تصريح لوزير الحج السعودي، عبر حساب الوزارة بـ”تويتر” في 18 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، “أنه استقبل بمكتبه في مكة المكرمة المسؤول الإيراني علي رضا رشيديان”، دون تفاصيل.
وكشفت وسائل إعلام إيرانية، حينها، أن المسؤولين وقعا آنذاك مذكرة تفاهم حول موسم الحج، وتحصر الاتفاقية عدد الحجاج الإيرانيين بـ86.5 ألف شخص، وهو العدد ذاته تقريباً في 2017، الذي جاء بعد عام من مقاطعة إيرانية للحج.
وتجدر الإشارة، أن العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض مقطوعة منذ يناير/كانون الثاني 2016، إثر إعدام المملكة الشيخ نمر باقر النمر، ما أدى لاقتحام مقر السفارة السعودية في طهران ومبنى القنصلية في مشهد، من قبل محتجين غاضبين، في وقت كانت تشهد هذه العلاقة توتراً بعد كارثة منى لموسم حج 2015 التي سقط فيها عدد كبير من الحجاج الإيرانيين والذي قابله صمت شبه مطبق من السلطات السعودية بخصوص الحادثة، وقد أعادت هذه الحادثة للواجهة مطالب الإيرانيين بتسيير مشترك تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي لمناسك الحج.
يشار إلى أن هذه ليست المرة الاولى التي تتوتر فيها العلاقات بين البلدين بسبب الحج، فقد قطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية للمرة الأولى مع إيران في العام 1988 بعد استشهاد أكثر من 400 شخص، معظمهم إيرانيون، أثناء أداء فريضة الحج في “منى”، إثر مواجهات مع عناصر من الشرطة السعودية، ليتم بعدها استئناف العلاقات في العام 1991.