السعودية / نبأ – أكد الكاتب والباحث السعودي الدكتور فؤاد إبراهيم أن الملك سلمان، عبر أوامره الملكية الأخيرة، يخفف سطوة مستشاري ابنه ولي العهد محمد، بعد الأزمات التي تسبب بها وآخرها مقتل الكاتب الصحافي جمال خاشقجي، التي اعتبر إبراهيم أنها “في أعماق وثنايا التعديلات الوزارية”، مبيناً أن الملك “قرر تفعيل دور مجلس الوزراء الذي همّشه ابنه”.
وقال إبراهيم، في سلسلة تغريدات على حسابه على “تويتر”، إنه “في اعماق وثنايا وتفاصيل التعديلات الوزارية يكمن جمال خاشقجي”، معتبراً أن “دعوى عدم الربط بين الأمرين يباع على من ليس لديه حد أدنى من المعرفة بتشكيلة الحكومة والتغيرات التي طرأت عليها بعد الجريمة”، وأكد أن “إخفاء السبب بتصعيد مكانة القاتل الحقيقي لا يعدو أن يكون مجرد غبار لا يحجب الرؤية”.
ويلفت إبراهيم إلى أن الملك سلمان “بتخفيف سطوة مستشاري ابنه يذعن بصورة غير مباشرة الى أن ابنه فعل الافاعيل: حرب اليمن، الأزمة مع قطر، ازمة احتجاز (رئيس الوزراء اللبناني) سعد الحريري، توتير العلاقة مع الأردن والسلطة الفلسطينية، الأزمات الدبلوماسية مع ألمانيا وكندا وأخيراً جريمة مقتل خاشقجي”، فـ “الاعتراف يتطلب تنازلاً لا يريد تقديمه”.
وبخلاف ما يراه كثيرون بأن لا شيء تغير في التشكيلة الوزارية، يرى إبراهيم أن “سلمان لم يشأ الاعتراف بأن ابنه دمر ماكينة عمل الدولة حين قرر أن يديرها عبر مستشارين في الديوان الملكي”، ولذلك، “قرر سلمان تفعيل دور مجلس الوزراء الذي همّشه ابن سلمان”،
الملك سلمان “قضى على التنافس بين الأمراء، فلم تعد وزارتا الداخلية والحرس الوطني معبرين إلى العرش، فقد أصبحت الدفاع والداخلية والحرس الوطني تحت سلطة سلمان وابنه”، بحسب إبراهيم. ومن يتولى الداخلية والحرس الوطني حالياً هما “شخصان تابعان هزيلان منزوعا التطلع نحو العرش”.
ومع المطالبة التركية بمثول 18 متهماً في مقتل خاشقجي أمام المحاكم التركية، ينبه الكاتب والباحث السعودي إلى وجود “نية الإفلات من العقاب من قتلة خاشقجي”، باعتبار أن “هناك من يوفر لهم الغطاء لذلك حتى لا تنكشف هوية المجرم الحقيقي وهو ابن سلمان وأبوه”.
وبشأن “دليم”، كنية المستشار “المُقال” في الديوان الملكي سعود القحطاني، يقول إبراهيم إنه “بحسب كل المعطيات ليس فقط حراً طليقاً بل يمارس كل مهامه، وهو من يأمر بإغلاق الحسابات على تويتر وهو من يأمر بسجن وتعذيب الناشطين ويرسل التهديدات لهم”، وفقاً لإبراهيم.