السعودية / التقرير – بالتعاون مع منصّة (ركين) للاستطلاعات، قامت صحيفة التقرير بعمل استطلاع لرأي الشارع السعودي تحت عنوان: “هل تؤيد التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)؟”. كانت الأسئلة قد احتوت على أبرز القضايا التي أثارت الرأي العام الشعبي عبر مواقع التواصل في الشهور الماضية.
حيث تناولت مدى تأييد الجمهور المشارك للتحالف الدولي من عدمه، والأهداف الحقيقية من وراء هذا التحالف، ومدى اعتقاد أن يقضي التحالف على التنظيم أم لا، كما احتوى الاستطلاع على مدى قبول الجمهور بمشروع “الخلافة” الذي تفرضه (داعش) وهل تغير الموقف الشخصي لكلٍ من المشاركين بعد توجيه التحالف الدولي ضربات جوية لمناطق نفوذها.
تناول الاستطلاع أيضًا مدى ثقة الجمهور في أبرز الشخصيات العامة والحاضرة على الساحة وشبكات التواصل الاجتماعي. وخرجت النتائج بتفاوتٍ في الثقة بين هذه الشخصيات حسب الأسئلة وبأربع مراحل من الإجابات: (أثق به-أثق قليلًا-لا أثق به-ليس لي رأي محدد).
– استعراض مبدئي
كانت قد بلغت نسبة المشاركة من السعودية 89% من نسبة عموم المشاركين. كما كانت نسبة المشاركين من دول الخليج غير السعودية 3%، و4% من الدول العربية غير الخليج، و4% من دول أخرى. كما جاءت أغلب الإجابات في السعودية من منطقة الرياض بنسبة 39%، تبعتها منطقة مكة المكرمة 16%، و13% من المنطقة الشرقية، ومنطقة القصيم 9%، وتوزّعت نسب ضئيلة على بقية المناطق.
– التحالف الدولي لا يحظى بقبولٍ شعبي
عند الحديث عن نسبة تأييد المشاركين في الاستطلاع للتحالف الدولي لضرب تنظيم الدولة (داعش)، فقد تقدّم الرافضين لضربات التحالف بنسبة وصلت إلى 73%، بينما أيّدها 18% من المشاركين، ولم يكن لـ 9% رأيٌ محدد حياله. مما يطرح تساؤلاتٍ حول مدى الشكوك الشعبية حيال عمليات ونوايا التحالف.
وبالكشف عن أسباب الرافضين، فقد توزّعت إجابات المشاركين، فقد قال 21% إن سبب رفضهم للتحالف ما فيه من معاونة للكافر على المسلم، بينما رآه 17% استعمارًا جديدًا للبلاد العربية بغطاء الإرهاب، و9% برّروا رفضهم بأنه سيوقع المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين، بينما جاءت النسبة الأكبر لإجابة “جميع ما سبق” بنسبة 34% من إجمالي الإجابات، كما أحجم 18% من المشاركين عن الإجابة لأنهم مؤيدون مسبقًا لضربات التحالف.
– 20% تعاطفوا مع تنظيم داعش (بعد ضربه)
وبالنظرة تجاه مشروع “الخلافة” التي يقدمها التنظيم، اعترض عليه “كليًا” ما نسبته 51% من المشاركين، بينما “وافق عليه مع بعض التحفظات” 23%، لحقته إجابة “ليس لي رأي محدد” بنسبة 15%، وجاءت إجابة “أوافق عليه تمامًا” في ذيل الإجابات بنسبة 10%. ليظهر لنا ما نسبته 33% من المشاركين ما بين مؤيد لمشروع “الخلافة” الذي يقدّمه التنظيم تمامًا وما بين متعاطف معه.
إلا أن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط له رأيٌ آخر. كان قد ذهب في نتائج استطلاعٍ أجراه إلى أن “الدعم الشعبي الذي يحظى به تنظيم داعش يكاد ينعدم في مصر أو السعودية أو لبنان”، كما قدَّر المؤيدين للتنظيم في السعودية بنحو 5% فقط من إجمالي المشاركين في الاستطلاع.
أما عن تغيُّر مواقف المشاركين في الاستطلاع حيال التنظيم بعد توجيه التحالف الدولي ضربات له، فقد أكد 45% أن مواقفهم لم تتغير، بينما قال 36% إنهم لا زالوا ضد التنظيم وضد ضربه معًا، لحقهم الذين أجابوا بـ “نعم، كنت ضدّها والآن متعاطف معها” بنسبة 20%، مما يبيّن أن ضربات التحالف حسمت الأمر لدى كثيرين بالتعاطف معها.
أما عن الاعتقاد بقضاء التحالف الدولي على تنظيم الدولة (داعش)، فقد بلغت الإجابة بالنفي نسبة 67% من إجمالي الإجابات، تبعتها “لا أعلم” بنسبة 22%، فيما أتت “نعم، سيقضي عليها” متأخرة بنسبة 11%.
وبالربط بين الذين يؤيدون ضربات التحالف الدولي ولكنهم لا يتوقعون القضاء على تنظيم داعش، يظهر لنا ما نسبته 56% من (المؤيدين للتحالف) بين من يعتقد أن ضربات التحالف لن تقضي على التنظيم وبين متشككٍ من مدى إمكانية التحالف فعليًا حسم المعركة.
– الغرب وإيران هما المستفيد الأكبر من عمليات التحالف
وبالسؤال عن الهدف الحقيقي من وراء ضربات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة (داعش)، تقاربت النسبة بين إجابتين، حيث أكد 46% من المشاركين أن هدف ضربات التحالف الحقيقي هو “القضاء على الثورة السورية بما فيها التيارات الجهادية المختلفة والإبقاء على النظام السوري”، فيما قال آخرون بنسبة 38% إن هدف التحالف هو “القضاء على التيارات الجهادية كلها وليس فقط تنظيم الدولة”. فيما توقع 8% أن الهدف هو “القضاء على تنظيم الدولة فقط”، وتأخرت إجابة “القضاء على تنظيم الدولة والنظام السوري” بنسبة 7%.
وبالكشف عن المستفيد الأكبر من وراء التحالف، تقدم “الغرب” بنسبة 28%، لحقته مباشرة “إيران” بنسبة 25%، و”نظام بشار” بنسبة 24%، بينما جاءت “دول الخليج” بنسبة 17%، وإجابة “تنظيم الدولة نفسه” بنسبة 5% من الإجابات.
– 62% لا زالوا يؤمنون بالربيع العربي
أما عن مدى الإيمان بثورات “الربيع العربي”، فقد تفاوتت الإجابات. 38% أجابوا بأنهم يؤمنون تمامًا بالربيع العربي، ويعتقدون أن ما يحدث مضاعفات طبيعية، لحقهم 24% أكدوا بأنهم ما زالوا يؤمنون بالربيع العربي، ولكنهم مصابون بخيبة أمل، أما 7% فقد كان مع الثورات العربية حتى الانتكاسات الأخيرة، بينما قال 14% إنه لم يؤمن بالثورات العربية، والنتائج أكدت له ذلك، أما 17% من الإجابات فقد قالوا بأنه ليس لهم رأيٌ محدد تجاه الثورات العربية. ممّا يعني ما نسبته 62% من المشاركين لا زالوا يؤمنون بالربيع العربي رغم التطوّرات الحالية.
وبالربط بين نسبة المؤيدين لداعش والمؤمنين بثورات الربيع العربي، يظهر لنا ما نسبته 61% من (المؤيدين لداعش) لا زالوا يؤمنون بالربيع العربي، مما يشكل علامة استفهام حقيقية أمام إدراك هؤلاء لخلفيات الثورات العربية كونها اتسمت بالسلمية وبالمطالبة باستحقاقات العيش والحرية والتعددية ضمن أنظمة (ديمقراطية) تكفل المشاركة الشعبية، فيما لا يتبنى تنظيم داعش هذه المفاهيم.
كما نجد ما نسبته 30% من (المؤيدين لداعش) ما بين رافض تمامًا للربيع العربي وما بين متشكك منه وخلفياته، مما يدفعهم للوقوف مع داعش الذين يرون فيها حلًا أكثر راديكالية، أي حلول التنظيمات الجهادية ما قبل ثورات الربيع العربي السلمية التي زاحمت حلول تلك التنظيمات العُنفية.
لكننا وبالمقابل نجد أن 58% من (المعترضين) كليًا على داعش لا زالوا يؤمنون بثورات الربيع العربي، مما يؤكد على وجود جمهور لا زال قادرًا على التمييز بين المضاعفات التي أفرزت تنظيمات متطرفة كداعش، وبين المفاهيم المرجعية والخلفيات الحقيقية للربيع العربي.
أما عن نسبة المشاركين السعوديين الذين “لا زالوا يؤمنون بالربيع العربي”، فقد بلغت النسبة 63% من إجمالي عدد المشاركين من السعودية.
– الرافضون لداعش يثقون في العودة والطريفي
وباستعراض الاستطلاع عدد من الشخصيات والرموز الحاضرة في الساحة، تبيَّن أن سلمان العودة يحظى بثقة 71% من (الرافضين لتنظيم داعش)، بين 41% يثقون به تمامًا، و30% يثقون به قليلًا، بينما لا يثق به 19% منهم. توازى معه أحمد الشقيري، حيث قال 71% أيضًا إنهم يثقون به، بين 35% يثقون به تمامًا، و36% يثقون به قليلًا، بينما لم يثق به 14% منهم.
كما حظي عبد العزيز الطريفي بثقة 64% من (الرافضين)، بين 48% يثقون به تمامًا، و16% يثقون به قليلًا، بينما أجاب 16% بأنهم لا يثقون به.
تبعهم عبد الله الحامد، فقد أجاب 51% منهم بأنهم يثقون به، بين 36% يثقون به تمامًا، و15% يثقون به قليلًا، بينما أجاب 14% بأنهم لا يثقون به.
وبالكشف عن مدى ثقة (الرافضين لتنظيم داعش) في حمد العتيق وبندر المحياني وعبد العزيز الريس، فقد قال 70% منهم بأنهم لا يثقون بهم، بينما جاءت بنسب ضئيلة جدًا “أثق بهم” بنسبة 2% و”أثق بهم قليلًا” بنسبة 3%. فيما قال الباقون بأنهم ليس لهم رأي محدد حيالهم.
كما ارتفعت نسبة (الرافضين) الذين لا يثقون بتركي الدخيل، حيث قال 68% إنهم لا يثقون به، بينما وثق به 5%، ووثق به قليلًا 12%.
– المؤيدون لداعش يثقون في سليمان العلوان
أجاب 43% من الذين (يؤيدون تنظيم الدولة داعش) بأنهم لا يثقون في سلمان العودة، كما لم يثق 47% في محمد العريفي، و46% في أحمد الشقيري، بينما تقاربت الإجابات جميعها عند يوسف الأحمد وعبد العزيز الطريفي، بينما جاءت نسبة عدم الثقة مرتفعة 74%-80% عند تركي الدخيل وحمد العتيق وبندر المحياني وعبد العزيز الريس.
في المقابل جاءت نسبة الثقة كبيرة عند (المؤيدين لداعش) مع سليمان العلوان، حيث قال 69% منهم إنهم يثقون به، بينما قال 8% إنهم يثقون به قليلًا، كما قال 7% بأنهم لا يثقون به. ورغم ثقة كثير من المؤيدين لداعش بسليمان العلوان كما يظهر، إلا أنه كان قد قال في وقتٍ سابق في مقطع صوتي نشره على صفحته على تويتر إن “أبا بكر البغدادي ليس خليفةً للمسلمين” ووصف ما تقوم به داعش بأنه “عمل البغاة وليس عمل أهل الخير والصلاح”.
– المؤيدون لداعش والرافضون لا يثقون في العتيق والريّس
قال 70% من إجمالي المشاركين في الاستطلاع إنهم لا يثقون في حمد العتيق وبندر المحياني وعبد العزيز الريّس، وذهب الباقي إلى أنهم ليس لهم رأيٌ محدد. فيما ذهب 72% من المشاركين في الاستطلاع أيضًا بأنهم لا يثقون في تركي الدخيل، وقال 9% منهم بأنهم يثقون به قليلًا، و16% بأنهم ليس لهم رأي محدد.