الولايات المتحدة / نبأ – أكدت صحيفةُ “واشنطن بوست” أنَّ “التوبيخ النادر” الذي وجّهَه الاتحادُ الأوروبي، يوم الخميسَ 7 مارس / آذار 2019، إلى السعودية “تجاهل الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب الذي يسعى إلى حماية وليِّ العهدِ السعودي محمد بن سلمان”.
وأضافَت الصحيفةُ، في تحليل للكاتب فيها، إيشان ثارو، أنَّ “إدارة ترامب سعَت إلى حماية بن سلمان من تداعياتِ مقتل الصحافيِّ السعودي جمال خاشقجي. وبرغمَ ذلك، فإنَّ هذا الدفاع المستميت من قبل ترامب وإدارته لم يُضعف غضب المجموعة الأوروبية والمشرّعين الأميركيين في واشنطن، حيث يواصل الكونغرس ملاحقةَ البيت الأبيضِ بسبب استهانة الأخيرِ بمطلب قانونيّ لتقديم تقرير إلى مجلسِ الشيوخِ حول دورِ وليِّ العهد باغتيال خاشقجي”.
واستحضر الكاتب قضية الطبيب الأميركي من أصل سعودي وليد فتيحي، الذي تعتقله الرياض منذ نوفمبر / تشرين ثاني2017، وتشير التقارير إلى تعرّضه للتعذيب، حيث أعرب الكثير من أصدقاء فتيحي الأميركيين عن عدم ارتياحهم لموقف الرئيس ترامب وصمته اتجاه قضية الطبيب المعتقل.
ويتساءل الكاتب بالقول: “هل سيعمل مجلس الشيوخ في دعم سلطته بموجب القانون ويمنع ولي العهد السعودي من الإفلات من المساءلة عن جريمة القتل البشعة التي تعرض لها خاشقجي وتقطيع أوصاله؟”.
وبما أن استجابة السعوديين للضغوط الدولية “بطيئة”، فقد رد عبد العزيز الوصل ممثّل السعودية في الأمم المتحدة في جنيف، على بيان الاتحاد الأوروبي، زاعماً أن ذلك “تدخل في الشؤون الداخلية تحت ستار الدفاع عن حقوق الإنسان، وهو في الحقيقة هجوم على السيادة السعودية”، وفق الصحيفة.
وأشار ثارو، بحسب ما نشر موقع “العهد” الإلكتروني، إلى أن “منتقدي ولي العهد السعودي يرون فيه سبباً من أسباب زعزعة الاستقرار، لكن مع ذلك هناك من يدعمه برغم الاعتقاد بأنه شخص متهوّر، فلقد تمكّن من دفع التغيير الاجتماعي بشكل سريع”.
وقال دينيس روس، الدبلوماسي الأميركي السابق، خلال الأسبوع الماضي في محاضرة له، إنه “من المستحيل عدم رؤية التغييرات التي طرأت في البلاد في تعهّد ابن سلمان على الرغم من أنه متهور، فإن على الولايات المتحدة أن تعمل من أجل الاستفادة من هذا التحوّل الناجح الذي عمله بن سلمان بأخذ السعودية من الوهابية إلى الهوية الوطنية”.
وفي يوم الخميس 8 مارس / آذار 2019، وجّه 36 بلداً، بينها بلدان القارة الأوروبية، نداءً إلى السعودية من أجل إطلاق سراح 10 نشطاء مسجونين، وأيضاً ضرورة تعاون السعودية مع تحقيق الأمم المتحدة الخاص بمقتل الصحافي جمال خاشقجي.
وقال السيناتور مارمو روبيو، خلال جلسة استماع في الكونغرس يوم الأربعاء 6 مارس / آذار 2019، في إشارة إلى ابن سلمان، إنه “يتصرّف بعقلية زعيم العصابة”، وإنه “من الصعب العمل مع شخص كهذا”، في حين قال السيناتور جين شاهين إن “قائمة الانتهاكات السعودية لحقوق الإنسان طويلة ومن الصعب جداً أن نفهم ما يجري هناك”.
وكان مجلسا الشيوخ الأميركي والنواب قد أصدرا تشريعات عدة فيما يتعلّق بالسعودية وملف حقوق الإنسان فيها، ومن ضمن ذلك قانون إنهاء الدعم الأميركي للرياض في حربها على اليمن، وفرض عقوبات فعلية على ولي العهد.