تقرير: حسن عواد
في الساعات التي تلت مجزرة المسجدين في نيوزيلندا، يوم الجمعة 15 مارس / آذار 2019، تسابقت وسائل الإعلام العالمية على نقلها.
بثت وسائل الإعلام، على نطاق واسع، المواد التي أراد الإرهابي برينتون تارانت منفذ الجريمة إيصالها إلى العالم وتحقيق انتشار واسع لجريمته، إضافة إلى رسالته بأن لا مكان على الأرض في مأمن من المتطرفين البيض وعقائدهم، وفقاً لمجلة “فورين بوليسي” الأميركية.
ونشرت صحيفة “ذا صن” البريطانية مقتطفات من فيديو الجريمة على صفحتها الرئيسة، وزودت صحيفة “ديلي ميل” قراءها برابط لتنزيل البيان الذي نشره تارانت بينما عرضت شبكة “إم إس إن بي سي” الإخبارية الأميركية البيان في مكان بارز على الهواء.
في تقرير نشر خلال عام 2018، درس باحثون في منظمة “داتا أند سوسايتي” كيف أدت تغطية مجتمعات الإنترنت وأيديولوجيتها للعنصرية إلى رواجها. وقد خلصوا إلى أن الصحافيين الذين يغطون التطرف اليميني، الذي استوعب كل شيء من منظري المؤامرات المحترفين إلى مؤيدي الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي وصفتهم صحيفة “واشنطن بوست” بأنه ملهم المتطرفين والمجرمين في العالم، ووصولًا إلى النازيين الفعليين، لعبوا دوراً مباشراً في الترويج لهذه المجموعات.
التغطية الاعلامية لعملية نيوزيلندا الإرهابية صبت الزيت على النار المشتعلة بالفعل. فعندما ينتقل أعضاء من اليمين المتطرف من بث الحقد والكراهية في فضاء الإنترنت، ويشاركون في أعمال عنف جماعية على أرض الواقع، فمن المستحيل على وسائل الإعلام ألا تغطي القضية.
مقتل 51 شخصاً، في لغة الإعلام، خبر يجب الوقوف عنده. إلا أن التحدي يكمن في سرد الوقائع من دون توجيه عدد كبير من الناس إلى مجتمعات الإنترنت العنصرية التي ألهمت الهجوم. وهنا، تحديداً، فشلت وسائل الإعلام العالمية.