تقرير: هبة عبد الله
بينما يحاول “حزب الله” حث القوى السياسية اللبانية على التهدئة، ينتظر الفرقاء السياسون في لبنان ما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة بفعل التوجيهات الأميركية الجديدة وما تحمله من تهديد للساحة اللبنانية، وبفعل سعي السعودية إلى استعادة تأثيرها في لبنان أيضاً.
بدأت سلسلة من الحركات المؤثرة في بيروت، من زيارة رأس الدبلوماسية الأميركية وزير الخارجية مايك بومبيو إلى وقف واشنطن الاندفاعة العربية اتجاه سوريا. يبدو لبنان محط الأنظار السعودية الأميركية. وتزامن كل هذا مع تسليط السعودية الضوء على الشارع المعارض لـ “حزب الله” لمحاولة استعادة نشاطها هناك.
مثال على ذلك كانت إطلالة رئيس الحكومة اللبنانية السابق فؤاد السنيورة عبر قناة “العربية” السعودية للرد على الملف المالي ومهاجمة معارضي رئيس الحكومة سعد الحريري والدفاع عن الموالين له. جاء اللقاء كذلك بالتزامن مع زيارة رئيس الحكومة اللبنانية إلى العاصمة السعودية، وكذلك بعد التصعيد بين الفريقين اللبنانيين المتخاصمين في الحكومة اللبنانية والذي ولد خلافاً كاد يهدد بالإطاحة بالحكومة.
ربما يُفهم من كل هذا التوتر المتلاحق أن ثمة ضغطا يمارس على الحريري في لبنان وخارجه، بما يجعله مرة جديدة أسيراً للرهان السعودي عليه، ويوحي بأن المطالب التي تلبى له في الرياض تقابل بضغط سعودي على الحريري لرفع سقف شروطه المحلية وتثبيت موقعه والإمساك بفاتيح اللعبة الداخلية.
فتح باب السعودية والعلاقة الجديدة معها من قبل الحريري فرض تنافضاً مع القوى السياسية المعارضة له في بيروت، ترجمت أولى فصوله باشتباك سياسي مع رئيس الجمهورية وقائد الجيش اللبنانيين حول تعيين أعضاء المجلس الأعلى للدفاع، وما قد يُظهِر إلى أن الحريري يحاول التصدي لـ “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، المتفاهمان في السياسية، ضمن مهلة اتخاذ خطوات تصعيدية أكثر ضدهما.