اليمن / نبأ – تحوّل اليمن إلى نموذج فيتنام بالنسبة إلى السعودية والإمارات، برغم الدّمار الذي تسبب به العدوان هناك. هذا ما أكده الكاتب مايكل هورتون في مقالة نشرتها مجلة “ذا أميريكان كونسيرفاتيف”، تحت عنوان “السعودية تخسر الحرب في اليمن”.
وأشار الكاتب، في مقالته، إلى أن “السعودية والإمارات كانتا تأملان بتحقيق نصر سريع في اليمن، إلا ان ذلك لم يحصل”، مضيفًا “عدد من دول العالم أصبح يطرح اسئلة حول دوافع السعودية والإمارات من هذه الحرب العبثية التي لا طائل منها وأخذ يضغط على الغربيين بوقف الدعم لها”.
ورأى الكاتب أن “السبب المعلن للتدخل السعودي والإماراتي في اليمن هو هزيمة حركة “أنصار الله”، لكنه لم يتحقق”، وأضاف “على القادة السعوديين والإماراتيين أن يتعلموا من تاريخ اليمن”، مذكراً بأن “اليمنيين هزموا الرومان والعثمانيين والبريطانيين”.
وشبّه الكاتب تجربة السعودية والإمارات في اليمن بتجربة الولايات المتحدة في كل من فييتنام وأفغانستان، وأوضح “الغزاة يخوضون حرب استنزاف وينفقون مواردهم ويخسرون السلطة الأخلاقية والسياسية”.
ولفت الكاتب الانتباه إلى أن “السعودية قامت بتسليح ودعم مجموعات مسلحة في اليمن، وأن بعض هذه المجموعات لديها علاقات مع تنظيم القاعدة”. كما قال إن “هذه السياسات جعلت اليمن مرتعاً للمجموعات المتحاربة”.
وتابع قوله: “يعود إلى كون السبب غير المعلن للحرب لا يتعلق بنفوذ إيران كما تتدعي السعودية بقدر ما يتعلق الأمر بالإستيلاء على مقدرات اليمن الإستراتيجية وعلى موارده الطبيعية”، مشيراً إلى “وجود تنافس بين السعودية والإمارات في هذا الأمر، مع محاولة كل منهما لتقسيم اليمن إلى دوائر نفوذ بحسب مصالحهما”.
وأشار الكاتب إلى ما تقوم به السعودية في محافظة المهرة، وقال: “الرياض تريد بناء خط انابيب يسمح لها بالإلتفاف على مضيق هرمز.. ولكن السكان هناك يتصدون لهذه المحاولات، وتظاهروا ضد بناء مدرسة ممولة سعوديًا كانت ستستخدم الكتب المدرسية السعودية التي يستخدمها تنظيم داعش، كما منعوا بناء قاعدة عسكرية سعودية هناك”.
وشدّد الكاتب على أن السعودية والإمارات يجب أن تتعلما الدروس من المغامرات التي قامت بها أميركا بعد هجمات 11 سبتمبر” 2001 في الولايات المتحدة، مبيّناً كيف “فشلت واشنطن في تحقيق أهدافها في العراق وأفغانستان برغم إمتلاكها أقوى جيش في العالم وانفاقها ترليونات الدولارات، وكيف أن الاجتياح الاميركي للعراق مهد لصعود تنظيم داعش الإرهابي”.