رفضت جامعة الزيتونة طلباً مقدماً من الرئاسة التونسية بشأن منح الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الدكتوراه الفخرية.
تقرير: محمد دياب
قوبل طلب الرئاسة التونسية من “جامعة الزيتونة” في تونس منح الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الدكتوراه الفخرية، بالرفض، إذ أكد رئيس الجامعة هشام قريسة الخبر، عازياً أسباب الرفض إلى “تحييد مقام المؤسسة العلمية العريقة من التجاذبات السياسية”.
وشدد قريسة على أن الجامعة لم ترفع يوماً “لواء الحرب على الدولة ومؤسساتها”، وأن الهدف من اعتذاره هو “المحافظة على نزاهة المؤسسة”، مؤكداً أن الشهادات تُسند لأصحاب العلم فقط”.
ويرى مراقبون أن الدكتوراة الفخرية تمنح في العادة من جامعات لها سمعة طيبة ومكانة اكاديمية مرموقة، لشخصيات لعبت أدواراً إنسانية هامة، لكنها لا تؤهل المكرم لأن يحمل لقب “دكتور” كونها، شهادة تكريمية، وليس شهادة أكاديمية وعلمية، وتعتبر تقديراً كوسام شرف لعطاءات الممنوحة له الشهادة في ميدان ما.
الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وهو في خريف العمر، يبدو أنه بعد التجربة المصرية بمنحه شهادة دكتوراة فخرية قد استمرأ الأمر وبات هاو لهذه الشهادة الرمزية.
ولهذا، حاول خلال وجوده في تونس لحضور القمة العربية أن يميز نفسه عن سائر الرؤساء والملوك والأمراء العرب، بنيل هذه الشهادة من إحدى أعرق الجامعات ليس في تونس وحسب، بل في العالم، وهي “جامعة الزيتونة”، أول جامعة نشأت ليس في العالم الإسلامي، إنما في العالم أيضاً، وعرفت بـ “جامع الزيتونة” في مدينة تونس، وكان لها الدور المؤثر والكبير في نشر الثقافة العربية والإسلامية.
يُذكر أنه سبق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن حاول الحصول من هذه الجامعة بالتحديد على “دكتوراه” فخرية فتعرضت الجامعة العريقة حينها لضغوط شديدة لمنحها لابن سلمان، لكن مجلس الجامعة تمسك برفضه.
ويبقى السؤال: هل ضغوط الملك السعودي وولي عهده من أجل الحصول على “تكريم” من الجامعة العربية الأعرق، هي لإنجازاتهما الكبرى في الاندفاع نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، أم نتيجة لمآثرهما في اليمن وما تسببا به من مجازر بحق الأطفال والشيوخ والنساء، أم لريادتهما في دعم الإرهاب في سورية والعراق وليبيا، أم لدور السعودية “المميز” في خلق “القاعدة” وافرازاتها من “داعش” و”النصرة” و”بوكو حرام”…؟