أخبار عاجلة
رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو (صورة من الأرشيف)

انتخابات الكنيست: تنافس بأساليب قذرة

تقرير: حسن عواد

تجاوزت انتخابات الكنيست الإسرائيلي كل الخطوط الحمراء، وتفردت عن الانتخابات السابقة باحتوائها على التشهير وتلطيخ السمعة، والتخوين، وسلسلة طويلة من الأكاذيب والتقارير المزيفة، إذ أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يريد الفوز بأي طريقة.

ألقى نتنياهو بنفسه في أحضان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفتح ذراعيه لبعض الدول العربية والخليجية التي هرولت نحو التطبيع، بينما وجد رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس واليسار الإسرائيلي في هذه الانتخابات فرصه لا تتكرر لإسقاط نتنياهو، بعد سلسلة الاتهامات بالفساد وجهت إليه، ويحاولان جره إلى المحاكمة، عبر بناء تحالف من 4 جنرالات سابقين في الجيش الإسرائيلي.

وسيحسم التنافس في هذه الانتخابات من يكون سباقاً نحو بناء الوحدات الاستيطانية، ومن يدعم من يطلقون على أنفسهم “شبان التلال” أو “مجموعات تدفيع الثمن” الذين ينغصون حياة الفلسطينيين يومياً. كما سيحسم التنافس من سيعمل على قدم وساق لضم الضفة بعد الجولان إلى الكيان الإسرائيلي، ومن سيزيد من الضغط على قطاع غزة.

وفي الخارطة الحزبية الإسرائيلية، سيكون نتنياهو أمام حلفائه الدائمين: “اليمين الجديد”، و”شاس”، و”يهدوت هتوراة”، و”كولانو”، و”إسرائيل بيتنا”.

أما غانتس، فسيكون، بحسب استطلاعات الرأي، مفاجأة الانتخابات. وبرغم مرور فترة قصيرة على تأسيس حزبه “مناعة لإسرائيل”، إلا أن رئيس أركان الجيش السابق استطاع أن يجعل من نفسه وحزبه رقما صعباً، مهدِّدا عرش نتنياهو، إذ هاجم منذ اليوم الأول لإعلان ترشحه بضراوة سياسة نتنياهو في الداخل والخارج. كما لعب على الوتر العاطفي لدى الإسرائيليين، حيث تعهد بالإفراج عن أسراهم المحتجزين لدى حركات المقاومة في غزة. ورأت فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية منافساً بوزن ثقيل في مواجهة نتنياهو.

تعدُّ هذه الانتخابات ساحة مزايدات وابتزاز مفتوحة ومكشوفة، بحسب ما تبين من تحضيراتها ومجرياتها. وبعيداً عن المقاعد التي سيحصل عليها نتنياهو وغانتس، سيخضعان لأكبر عملية ابتزاز ومساومات لم تشهد مثلها تل أبيب من ذي قبل، وستكون أحزاب اليمين الصغيرة وحدها صانعة رئيس الوزراء المقبل.