تقرير: سناء إبراهيم
لم يدم طويلاً ترؤس عوض بن عوف للمجلس العسكري الانتقالي في السودان، بعد إزاحة عمر البشير، لتكون الساعات القليلة الماضية والتي حوت التنديد الشعبي واستمرار التظاهرات في الشوارع العامة، كفيلة بتنحيه وتعيين المفتش العام للجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن، خلفاً له، الذي لم يكن على قدر المطلب الشعبي بل جاء بضغوط خارجية، تكشف عنها العلاقة التي تجمعا البرهان بالإمارات.
وعلى وقع استمرار الرفض الشعبي في السودان لاستلام العسكر المرحلة الانتقالية، حاول بن عوف تخفيف حدة التظاهرات عبر التنحي، إلا أن شيئاً لم يحدث، حيث بقي محور العسكر متسلماً زمام السلطة، من دون اللجوء نحو تشكيل حكومة مدنية كما يطلب الشارع، وهو ما يبرز تأزم الأوضاع، التي دخلت الأيادي الخارجية على خطها بشكل واضح.
ومع تأدية عبد الرحمن البرهان اليمين رئيساً للمجلس العسكري، تبرز سيرته العسكرية الأدوار التي كان يلعبها في ظل حكم البشير ولا يزال، إذ أنه قائد القوات البرية السابق، والمشرف على القوات السودانية المشاركة في العدوان على اليمن، بالتنسيق مع قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان حميدتي، الذي أعلن، يوم الجمعة 12 أبريل / نيسان 2019، انحيازه للشارع في مطالبه بنقل السلطة إلى حكومة انتقالية مدنية.
يعتبر البرهان، القائد الفعلي للانقلاب والذي أمضى الفترة الأخيرة قبيل الانقلاب متنقلاً بين اليمن والإمارات، رجل الامارات في السودان، الأمر الذي يكشف الدور الذي لعبته أبوظبي لتحريك الواقع العسكري الآني.
وتقول مصادر سودانية إن الامارات تخشى من انفلات الأمور إلى حدها الأبعد من يدها وعدم قدرتها على الابقاء بالإمساك بالوضع الأمني، لذا تدخلت لتنصيب البرهان الذي يتوقع أنه سيعمل على تخفيف حدة التحركات الشعبية عبر تخفيف مدة المرحلة الانتقالية كمرحلة أولى لامتصاص انتفاضة الشارع.
وتشير المصادر إلى أن “الضغط الإماراتي تجلى في إعلان المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، الفريق صلاح قوش، المفضل لدى أبو ظبي، اعتذاره عن عدم المشاركة في عضوية المجلس مع بن عوف، كذلك اعتذر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي، طمعاً بأن يصبح رئيساً في الانتخابات كما يطمح، ولتحقيق الغاية سارع إلى البعث برسائل طمأنة إلى قيادة “تجمع المهنيين” الذي يقود الحراك، طالباً بفتح “باب الحوار والتفاوض”، لـ “الوصول إلى حلول تُرضي الشعب السوداني”.