السعودية / نبأ – أعربت الأوساط السياسية والإعلامية في المملكة السعودية عن امتعاضها من زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى إيران، واعتبرت هذه الأوساط أن العبادي آثر مجددا الإنحياز إلى طهران بعدما أظهر بوادر استقلال نسبي في القرار السياسي العراقي على حد تعبيرها.
خيبة أمل سياسية وإعلامية، هكذا يمكن توصيف ردود الفعل السعودية على زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى إيران، بالنسبة للرياض ثمة مفاجآت خالفت كل التوقعات، بعدما سخرت المملكة أقلامها للترويج للعبادي بوصفه الرجل الذي يستحق أن يعطى فرصته، باغتها خليفة نوري المالكي بالتوجه إلى الجمهورية الإسلامية في أول تحرك إقليمي له منذ اختياره رئيسا لوزراء العراق.
لم تكن هذه هي الصفعة الأولى للنظام السعودي، سبق للرجل المتحدر من حزب الدعوة الإسلامية أن وجه رسائل حاسمة إلى المملكة: لا تراهنوا على تبديل التموضع الإستراتيجي العراقي. إستكمال التشكيلة الحكومية العراقية في الأيام القليلة الماضية حمل أكثر من رسالة في هذا الإتجاه، وزيرا الدفاع والداخلية على وجه الخصوص لا يمكن أن يكونا من المعسكر المعادي لإيران، بل إن أحدهما من الشخصيات المقربة لنظام الملالي كما يسميه آل سعود.
وبالعودة بالزمن إلى الوراء تتقدم تصريحات العبادي ردا على اعتذار جون بايدن من الدول الخليجية كأحد أبرز المواقف التي أثارت امتعاض المملكة، رئيس الوزراء العراقي استغرب حينها اعتذار نائب الرئيس الأمريكي من السعوديين والإماراتيين والأتراك عن اتهامه إياهم بدعم الإرهاب، وأكد أن ثمة دولا دعمت الجماعات الإرهابية بكل قوة وذلك لأغراض طائفية وقومية.
أغراض تصر المملكة على التبرؤ منها، تماما كما تصر على اعتبار مواقف العبادي وتحركاته دليلا جديدا على أن تقارب العراق مع محيطه العربي ما يزال رهين الإستراتيجية الإيرانية، على هذا النحو تسهب المنابر التابعة للمملكة في تجريد زيارة المسؤول العراقي الرفيع إلى إيران من أبعادها السياسية والأمنية الحقيقية، كل ما في الأمر تجديد للولاء وتأدية لفروض الطاعة وتشبث بنهج رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي الذي لا يحتاج الحنق السعودي عليه إلى تدليل، بالنتيجة ما قيل عن انفراجة نوعية في العلاقات العراقية الخليجية يبدو أنه في طور الإضمحلال بحسب ما ترى الأوساط السعودية، إضمحلال تعزوه المملكة إلى عدم استعداد القيادة العراقية للإبتعاد عن إيران تحقيقا للتوازن مع مختلف مكونات المحيط الإقليمي كما تقول.