تقرير: سهام علي
ما إن عُزل الرئيس السوداني عمر البشير تحت ضغط السودانيين، حتى سارعت شخصيات سعودية وإماراتية إلى وضع اليد على المجلس العسكري الانتقالي في السودان وتطويعه خدمة لمصالح البلدين، بهدف سرقة الثورة.
ومع انشغال المعتصمين أمام قيادة الجيش بحراسة ثورتهم، تتهافت الوفود السعودية الإماراتية للقاء قيادات المجلس بالتزامن مع لقاءات عقدها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد في “قصر اليمامة” في الرياض، سعياً منهم إلى اختراق المجلس واستمالة قادته نحو الرياض وأبو ظبي، واستغلال العلاقات الجيدة التي تربطهما مع طه عثمان الحسين، الرئيس السابق لمكتب المعزول عمر البشير.
ووفقا لمصادر سودانية، تحرص كل من الإمارات والسعودية على أن يحكم البلد رئيس يتماشى مع أهدافهما السياسية والاقتصادية والعسكرية في المنطقة ويستجيب لمخططاتهما.
وبحسب المصادر نفسها، فإن زيارة الوفد السعودي والإماراتي إلى الخرطوم كانت تهدف إلى محاولة السيطرة على مقاليد الحكم هناك، وتغيير أي تطورات قد تتعارض مع مصالحها السياسية والاقتصادية.
وتضيف المصادر أن الوفد الإماراتي الموجود في السودان كان يضم من بين أعضائه رجل الإمارات الأول محمد دحلان، القيادي الفلسطيني المفصول من حركة “فتح”، المقرب من ولي عهد أبوظبي.
وتسود حالة من الاستياء السياسي والشعبي في الشارع السوداني جراء استمرار السعودية والإمارات في التدخل في شؤون بلدهم، بهدف السيطرة عليه وعرقلة الثورة السلمية وتحويل مسارها خدمة لخططهما في المنطقة. وقد ظهر ذلك جلياً بالشعارات التي رفعها المتظاهرون والتي ترفض تدخل الدولتين الخليجيتين
ويُذكر أن كل من السعودية والإمارات قدمتا دعماً نفطياً لمدة عام لعمر إلى البشير، وكان الهدف منها تقليل الاحتجاجات الشعبية، في عام 2018، وقمع الثورة التي كانت تنادي بتنحي البشير وإسقاط نظامه.