ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الإماراتي محمد بن زايد (صورة من الأرشيف)

موقع أوروبي: السعودية والإمارات تسعيان إلى إبقاء الأنظمة الاستبدادية بأي ثمن

ا,/ نبأ – رأى موقع “مودرن دبلوماسي” الإلكتروني الأوروبي أن “السعودية والإمارات سعتا في دول المنطقة، منها ليبيا والسودان والجزائر، إلى الحفاظ على البنية الاستبدادية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأي ثمن”.

وقال الموقع المتخصص في تناول شؤون السياسة الدولية، في مقال للكاتب جيمس دورسي، إن السعودية والإمارات “تحرصان إما على تعزيز الأنظمة العسكرية لتكون قوة سياسية حاسمة أو دعم صعود القوات التي تناسب جدول أعمالهما”.

وأوضح دورسي “المعركة الليبية من أجل طرابلس (عاصمة ليبيا)، إلى جانب المظاهرات الجماهيرية المناهضة للحكومة التي أطاحت بالقادة المستبدين في الجزائر والسودان، تبرهن على أن كلا من الاحتجاجات العربية الشعبية في عام 2011 التي أطاحت بأربعة رؤساء، والثورة المضادة لها، ما زالت مستمرة ونشطة”.

وأورد أن “المعركة تعدّ بمثابة تحذير للمحتجين في السودان والجزائر الذين تخاطر مطالبهم بالتغيير الجوهري بمضايقة الإمارات والسعودية ومصر”.

اللواء المتقاعد خليفة حفتر “المدعوم سعودياً وإماراتياً”، بحسب دورسي، “يأمل بهجومه على العاصمة طرابلس أن ينهي الصراع أو على أقل تقدير يعزز من نفوذه في أي محادثات سلام”.

والمحتجون في الجزائر والسودان، في اعتقاد دورسي، “عازمون على منع تكرار التجربة المصرية حيث دحر الجنرال (في إشارة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي)، المدعوم من قبل الامارات والسعودية، إنجازات ثورتهم لتثبيت دكتاتورية وحشية، أو التجربة في اليمن وليبيا وسوريا التي عانت الحروب الأهلية بسبب تدخل قوى أجنبية”.

ووفقاً للمقال، “تعهدت السعودية والإمارات الأسبوع الماضي بتقديم مساعدات بقيمة ثلاثة مليارات دولار إلى السودان، على شكل مبالغ نقدية بقيمة 500 مليون دولار ومساعدات من الأغذية والوقود والأدوية الرخيصة”.

ويتابع الكاتب قوله، وفق ما أورد موقع “الجزيرة” الإلكتروني: “هذه المساعدات ساهمت في تعميق الانقسامات في أوساط المعارضة التي تعهدت بمواصلة الاحتجاجات في الشوارع حتى يتحقق الحكم المدني الكامل على الرغم من إقالة الرئيس عمر البشير، واستقالة كبار الضباط العسكريين، بمن في ذلك رئيس المخابرات، وإلقاء القبض على أشقاء البشير”.

فـ “بينما طالب محتجون سودانيون العسكر برفض تلك المساعدات، فإن جماعات معارضة أخرى بما في ذلك المسلحة قامت بزيارة أبو ظبي لمناقشة المشروع الذي تدعمه السعودية والإمارات والقائم على مجلس انتقالي بقيادة العسكر”، بحسب الكاتب.

وأضاف “السعوديون والإماراتيون يأملون أيضاً في أن يكون طه الحسين، الذي كان من الشخصيات النافذة في دائرة البشير، لاعباً أساسياً في حماية موقف العسكر”.

كما أن رئيس المجلس الانتقالي عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق محمد حمدان حميدتي “يحظيان بعلاقات وطيدة مع الدولتين الخليجيتين خاصة لأدوارهما السابقة في قيادة قوات سودانية بالتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن”.

وحميدتي كان قائداً للقوات المتهمة بارتكاب مجازر في دارفور، ويعتقد كاتب المقال أنه “يتطلع إلى السلطة”، ويصفه مسؤولون غربيون بأنه “سيسي السودان”، في إشارة إلى سيسي مصر.

دور العسكر في الإطاحة بنظام حسني مبارك في ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، واستعادته السلطة بانقلاب، إلى جانب القلق من تطبيق ذلك على حميدتي، دفع أحد المحتجين السودانيين إلى الهتاف “إما النصر أو مصر”.

ويخلص الكاتب في مقاله إلى القول إن “ثمة فرصة في السودان والجزائر لتجنب المصير الذي تعانيه ليبيا من العنف، أو الحرب الأهلية في سوريا واليمن”.