إيران / متابعات – كشفت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضيّة أفخم، اليوم الأربعاء، أنه تم تأجيل زيارة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، للمملكة العربية السعودية، لأجل غير مسمى.
وأضافت أفخم – خلال مؤتمرها الصحفي الأسبوعي اليوم الأربعاء – أن الحوارات بين إيران ودول الجوار مهمة في ظل الظروف الحساسة بالمنطقة، منوهة في هذا الجانب إلى أن الحوارات بين إيران وتركيا بشأن القضايا الإقليمية بناءة على الرغم من الاختلاف في وجهات النظر، وأن هذه الزيارة للملكة ستشهد بحث القضايا المهمة.
وحول الأوضاع في سوريا والعراق صرحت متحدثة وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران لديها شكوك حيال جهود التحالف الأمريكي الدولي بالتصدي لـتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وشددت على أن الصمود والمقاومة الشعبية في مدينة عين العرب “كوباني” السورية يعدان مثار إعجاب.
وسبق وأن أعلن حميد رضا دهقاني، سفير إيران لدى “منظمة التعاون الإسلامي”، منذ نهاية أغسطس الماضي عن أن زيارة ظريف، للمملكة العربية السعودية باتت مؤكدة.
وكانت السعودية أعلنت سابقا أنها دعت وزير الخارجية الإيراني لزيارتها في أي وقت، إلا أن إيران أجلت هذه الزيارة حتى الآن، فيما عدا زيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية، حسين أمير عبد اللهيان لوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل.
وجاءت زيارة عبد اللهيان بعد إرسال طهران سفيرا جديدا لها في الرياض، حسين صدقي، والذي كان سفيرا لإيران لدى الرياض في عهد خاتمي، ويوصف بالشخص الإيجابي تجاه المملكة.
وبعد فترة من الهدوء بين البلدين تبادلت خلالها المملكة العربية السعودية وإيران الزيارات الرسمية، وعبر الطرفان عن تقدير كل منهما لدور الآخر في المنطقة، عاد النظام السعودي- الذي جعل أولويته خلال تلك الفترة قمع حركات الإسلام السياسي في مصر واليمن وليبيا وتونس- لإدراك أن الخطر الحقيقي على أمن واستقرار منطقة الخليج هو الخطر الإيراني، وليس حركات الإسلام السياسي السني، التي كانت بمثابة حجر الصد أمام التغول الشيعي في المنطقة العربية بأكملها وليس في منطقة الخليج فقط، مما حدا بوزير الخارجية السعودي “سعود الفيصل” لأن يطالب طهران بسحب قواتها، التي وصفها بأنها قوات احتلال، من الدول الشرق أوسطية الثلاث التي تعاني النزاعات والعنف.
وعادت الحرب الكلامية بين الرياض وطهران في الاشتعال مجددا بعد فترة هدوء لم تدم طويلا، وذلك على خلفية تصريحات الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، التي دعا فيها إيران إلى سحب قواتها “المحتلة” من سوريا، مطالبا اليمنيين بعدم خدمة أطراف أجنبية يقصد بها (إيران) على حساب مصلحة بلادهم، الأمر الذي دعا حسين عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني إلى رد الصاع صاعين على سعود الفيصل حيث طالبه – في تصريحات صحفية -بسحب قوات السعودية من البحرين ووقف قمع الشعب البحريني بقوات درع الجزيرة.
الحرب الإعلامية بين البلدين لم تتوقف عند هذا الحد، بل تواصلت أمس واليوم حيث شن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، هجوماً حاداً على وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل بسبب تصريحاته بشأن سوريا.
ووصف المسؤول الإيراني تصريحات سعود الفيصل التي طالب فيها إيران بسحب قواتها المحتلة من سوريا، بأنها “ناتجة عن مرضه وشيخوخته وكبر سنه”، مضيفا أن كلمة “احتلال” تليق بالسعودية نفسها لأنها وظفت مشروع درع الجزيرة ضد الشعب البحريني “المظلوم”، على حد قوله.
ويرجع محللون سياسيون عودة الحرب الكلامية بين البلدين مرة أخرى إلى الخطر الداهم الذي باتت تستشعره السعودية بعد أن اشتد النفوذ الإيراني في المنطقة العربية وامتد جغرافيا ليصل إلى مناطق شرق البحر الأبيض المتوسط وتفاخر قادة إيرانيون بذلك، الأمر الذي بات يشكل خطرا كبيرا على النظام السعودي ذاته والأسرة الحاكمة باعتبارها تنصب نفسها حامية السنة في البلدان العربية.
كما قال الباحث والمحلل الأمريكي سايمون هندرسون: أدى الاتفاق الغربي الإيراني لغضب الملك عبدالله، الذي أكد أن تحول إيران لقوة نووية سوف يضمن لطهران سيطرة، لا على الخليج فقط، وإنما على مجمل الشرق الأوسط.
كما أدى الحكم بإعدام الشيخ النمر إلي عودة إيران لتهديد المملكة إذا تم تنفيذ الحكم، فقال قائد قوات (الباسيج) الإيرانية – في تصريحات صحفية – إن حكم الإعدام لو تم تنفيذه فإنه على المسلمين أن يحولوا حكم آل سعود إلى جحيم، بحسب تعبيره، مضيفا أنه عليهم العمل وفق الآية الكريمة (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا)، واصفا نظام الحكم بـأنه (كافر منبوذ).
وعلى صعيد آخر تتتابع الزيارات الدبلوماسية المتبادلة بين كل من الكويت وإيران مؤخرا، مما يثير عددا من الأسئلة حول طبيعة العلاقات الكويتية الإيرانية، وانعكاس ذلك على دول الخليج عامة والسعودية بشكل خاص، وعما إذا كانت تلك العلاقات من الممكن أن يتم استخدامها في ضرب وتفكيك التحالف الخليجي من خلال توثيق العلاقات مع إيران، والتي باتت تشكل خطرا حقيقيا على السعودية بعد سيطرة الحوثيين الشيعة على اليمن في الجنوب، ثم ما هي المصالح والمخاطر التي من الممكن أن تتعرض لها الكويت بسبب تقوية علاقتها بإيران.