السعودية / نبأ – كثر هم الذين تكلموا عن أفعال النظام السعودي، وعدّدوا الممارسات والسياسات الداخلية، والتي اعتبروها مخالفة لحقوق الإنسان وتتسم بالعدوانية والإرهاب، وقد جرّ ذلك على الرياض سلسلة من الإدانات والضغوط، لاسيما في ظلّ التطورات الجارية في المنطقة.
الناطق الرسمي باسم الأمين العام للامم المتحدة فرحان حق، أكّد أن الأمم المتحدة تؤكد تمسكها بضرورة وقف أحكام الإعدام في السعودية والتزام الدقة في أصول المحاكمات. وأوضح أن موقف الامم المتحدة معارض لعقوبة الإعدام، وذلك تعليقاً على سؤال بشأن الشيخ نمر النمر، كما سجّلت المفوضية السامية لحقوق الإنسان وكبرى المنظمات الدولية مواقف استنكرت حكم الإعدام.
وقد بلغت أحكام الإعدام خلال هذا العام حتى الآن تسعاً وستين حالة، وفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش، بينها اثنا عشر في قضايا تزعم السعودية بأن لها صلة بالإرهاب. في هذا السياق يقول سعيد بومدوحة، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية، أن “حكم الإعدام بحق الشيح نمر باقر النمر هو جزء من حملة حكومية لقمع كل رأي معارض في السعودية. وهذا ينطبق أيضا على كل الذين يدافعون عن حقوق الأقلية الشيعية.”
الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط يوخن هيبلر يرى بأن الحكم بحق النمر تحركه دوافع سياسية، مشيراً إلى أن “كل العلاقات ذات الطابع الديني على غرار العلاقات بين السنة والشيعة في السعودية لها طابع سياسي”، وأكد في تصريحات إعلامية بأن “الوهابية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالنظام وبالسياسة في السعودية”، مؤكدا في الوق نفسه بأن “حكم الإعدام بحق النمر لم يأت بمعزل عن التطورات التي تشهدها المنطقة من صراع بين السنة والشيعة”.
وفيما دانت منظمات حقوقية حكم الإعدام بحق النمر، تحفظ الغرب في توجيه أي انتقادات للسعودية، الأمر الذي يرجعه هيبلر إلى وجود مصالح غربية في السعودية، فـ”الغرب يرى أن السعودية تلعب دورا مهما في الحفاظ على استقرار بعض دول المنطقة نظرا لدورها على الصعيد الإسلامي وتواجد أهم المقدسات الإسلامية فيها، وتحظى بمركز مرموق، وهو ما يريد الغرب استخدامه أيضا لإخماد بعض النزاعات الإقليمية.” ويضيف الخبير الألماني: بأن السعودية تُستخدم كقوة لوقف الطموحات التوسعية الإيرانية”، بحسب تعبيره، لافتا إلى أنه ليس من مصلحة للغرب في زعزعة استقرار السعودية، والتي تعتبر أكبر مصدر للنفط في العالم.