وعود تصارع طواحين الهواء: سخط شعبي بعد تخلف وزارة الإسكان السعودية عن وعدها

السعودية / متابعات – خيبت وزارة الإسكان السعودية آمال أكثر من 620 ألف مواطنا مستحقا للدعم السكني من الوزارة، بتخلّفها عن الالتزام بالموعد الذي أعلنته مسبقا في شأن البدء في تخصيص المنتجات السكنية للمواطنين، المقرر بعد إجازة الحج، وهو ما لم يتم.

حيث عبر المغردين السعوديين عن سخطهم وتذمرهم مطالبين الوزارة باحترام المواطنين في ما تطلقه من تصريحات إعلامية، تحت هشتاق (#أين_وعود_وزارة_الإسكان) واعتبروا أن تصريح الوزارة مجرد أحاديث صحف ووعود وهمية ومسكنة للأزمة ليس إلا. فيما وصف آخرون الوزارة بالفاشلة ووعودها بـ “فقاعة صابون” وأن الوزارة تورطت في ظل ضخامة المشروع وقلة الخبر، لدرجة أن البعض تساءل مستغربا كيف للناس أن تصدق وعود الوزارة، فيما طلب أحدهم ساخرا من الوزارة أن تحول الاْراضي إلى مقابر للمواطنين لحين استلام المواطن المتوفي حقه، في إشارة لتأخر مشاريع الوزارة.

وكانت وزارة الإسكان أعلنت في مارس العام الجاري عن شروط استحقاق المواطنين الدعم السكني الذي يتنوع بين وحدات سكنية أو أراض للبناء أو قروض سكنية بقيمة لا تتجاوز خمسمائة ألف ريال أو الجمع بين الأرض والقرض.

ودشنت الوزارة بوابة إلكترونية لبرنامج الدعم السكني (إسكان)، والذي يتيح لمواطني المملكة الذين لا يمتلكون سكنا مناسبا تسجيل بياناتهم للحصول على المنتجات السكنية المدعومة ضمن مشروعات الوزارة.

ويبلغ عدد المستحقين للدعم السكني حسب الإعلان الأخير أكثر من 620 ألف مواطن من إجمالي عدد المتقدمين بطلبات الدعم السكني والبالغ قرابة الـ 960 مواطنا من جميع مناطق السعودية.

وحددت الوزارة شهرين لتسجيل المواطنين بياناتهم، بعدها تقوم بمعالجة البيانات والتحقق منها من أجل تحديد المستفيدين وفقا لآلية الاستحقاق والأولوية.

وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز قد أصدر قراران في عاميّ 2011 و 2013 ببناء نصف مليون وحدة سكنية بمختلف مناطق المملكة مع تخصيص 250 مليار ريال (66.66 مليار دولار) لتحقيق ذلك بهدف معالجة أزمة السكن التي تمر بها البلاد.

يزيد الضويحي يعبر عن استيائه قائلا: “عشمتو المواطنين بالمساكن ولا شروا ولا عمروا ولا استثمرو. اخرتها وعود وهمية يكفي تلاعب فالعمر يمضي”.

سلطان الحربي يستغرب من سرعة بناء الملعب وتأخر مشروع السكن الذي يصب في مصلحة المواطن: “ملايين تصرف على الملاعب وتنفذ في أقرب وقت والمواطن لازال ينتظر الفرج ليحضى بسكن يؤمن أهله وأطفآله”.

فهد البراك يعلق ساخرا: “أقترح تحويل الأراضي التي منحت لوزارة الإسكان إلى مقابر للمواطنين”.

رياض الزهراني يصف وعود وزار الإسكان بفقاعة صابون: “#أين_وعود_وزارة_الاسكان طالما لم تستفد الوزارة من تجارب دول وشركات ومؤسسات إسكان أهلية فوعودها فقعة صابون لا أكثر”.

بينما يصفها عبد العزيز ساخرا بأنها أبطأ من السلحفاة: “بكت السلحفاه فرحا عندما ابلغها العلماء انها اسرع من وزارة الاسكان السعودية!”.

د. عوض الحربي يرى أن الوزارة تورطت بوعودها وغير قادرة على حل الأزمة: “تحت الضغط الإعلامي، وقلة الخبرة، وضخامة المشروع، تورطت وزارة الإسكان بوعودها”.

عبدالله البابطين عضو الهيئة السعودية للمهندسين يتساءل مستغربا: “بصراحة هل يوجد عاقل، يمكن أن يصدق قدرة #وزارة_الإسكان على تنفيذ ما معدله مائة ألف وحدة في العام الواحد”.

وجدي العسري يقول إن الوزارة لا تريد حل الأزمة من الأساس: “#أين_وعود_وزارة_الاسكان ربعنا لابغوا يحلون اﻷزمة كان حلوها من زمان، لكن الظاهر ماهم متحمسين كثر حماسهم للجوهرة وال12 ملعب الجديدة”.

صالح الربيعان أستاذ الصحافة يرى أن المواطن السعودي تغير بعد تويتر: “وعود المسؤول الحكومي تتكئ على أن المواطن سريع النسيان، ويبدو أنه لم يستوعب بعد أن تويتر أصبح هو ذاكرة المواطن”.

وتعد أزمة السكن في السعودية إحدى المشاكل التي تؤرق السعوديين كثيرا بسبب ارتفاع إيجارات السكن خاصة في السنوات الأخيرة، وارتفاع أسعار الأراضي، التي جعلت من الصعوبة بمكان حصول المواطن على سكن دائم سوى في سن متقدمة في كثير من الأحيان، لأن تكلفة الأراضي مرتفعة جدا.

وبحسب تقديرات شركة الاستشارات “سي بي” ريتشارد إيليس يعيش نحو 60% من المواطنين السعوديين الذين يقارب عددهم عشرين مليونا في شقق مستأجرة.

وذكر صندوق النقد الدولي أن نسبة ملكية المساكن بين السعوديين لا تتجاوز 36% إذا ما تم استبعاد النسبة الكبيرة من السكان التي تعيش في مساكن منخفضة الجودة.

وأشارت إلى أن الحكومة أعلنت في 2011، عن برنامج للإسكان بقيمة 250 مليار ريال سعودي، وبأنه كان من المتوقع أن تبني الحكومة مباشرة 500 ألف وحدة سكنية جديدة، لكنها لم تفعل.

وكان عضو جمعية الاقتصاد السعودي عبد الحميد العمري وصف الإجراء الحكومي في خطة حل أزمة الإسكان لموقع الجزيرة نت في وقت سابق بأنه عنوان الهروب من مواجهة أسباب الأزمة الحقيقية، وأضاف أنه رغم جودة فكرة المشروع لم تلامس صلب الأزمة.

واعتبر أن الحكومة وقفت عاجزة أمام نفوذ كبار الملاك وأمام تشوهات الاقتصاد، فلجأت لحلول بديلة، معتبرا أنها فاشلة. ويعتقد العمري أن أهم أسباب أزمة السكن احتكار الأراضي من قبل قلة محدودة جدا وتحول الأرض لمخزن قيمة وثروة لضيق قنوات الاستثمار المحلية.

وتعاني السعودية أكبر منتج للنفط في العالم من أزمة إسكان ضاغطة خاصة على مستوى إسكان محدودي الدخل، وعلى الرغم من امتلاك المملكة لأكبر احتياطي من النقد الأجنبى يتجاوز 700 مليار دولار؛ إلا أن مشكلة الإسكان لا تزال التحدي الأكبر أمام حكومة المملكة.
(التقرير / arabian business / الجزيرة نت / تويتر)