الخليج/ نبأ (خاص)- تعتزم دول الخليج إنشاء قوة بحرية مشتركة كرافد لما تسمى قوات درع الجزيرة التي تتخذ من السعودية والبحرين مقرا رئيسا لها، يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه المخاوف الخليجية من تعاظم النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط واحتمال إقدام واشنطن على المدى البعيد على تقديم تنازلات لطهران على حساب الممالك والإمارات.
الأمن البحري واحد وثمانون، قوة خليجية جديدة تعتزم الممالك والإمارات إطلاقها خلال أشهر وفق ما أعلن مستشار وزارة الدفاع الكويتية أحمد يوسف الملا. القوة الجديدة تتبع قوات ما يسمى درع الجزيرة وستشكل السعودية وعمان نواتها الأولى على أن تستقر طلائعها في البحرين. وبحسب أوساط سعودية فإن هذه الخطوة تأتي ضمن توجه خليجي مستمر منذ سنوات نحو تأسيس منظومة مشتركة تسهم في التقليل من الإعتماد على التحالفات الدولية على حد تعبيرها.
دول الخليج ماضية إذا في تقوية قوات درع الجزيرة، بعدما أقرت زيادة عديد هذه القوات إلى أكثر من ثمانية آلاف جندي وإنشاء وحدة طيران تابعة للدرع في مدينة حفر الباطن شمال غرب السعودية، ها هي تقرر التمدد عسكريا نحو مياه البحر، تمدد يبدو القلق مما يسمى الخطر الإيراني والتساهل الأمريكي واضحا خلفه، تخشى المملكة والدول الدائرة في فلكها اتساع نفوذ طهران وإمساكها بمعابر بحرية رئيسة واحتمال تمطيها إلى أخرى إستراتيجية خصوصا في اليمن، وبالتالي تخشى الرياض وحلفاؤها المخاطر المحدقة بحركتهم التجارية بما في ذلك تصدير النفط الذي يتخذ من مياه الخليج ممرا ضروريا وأوليا باتجاه الأسواق العالمية.
وإلى جانب قلقهم المتصاعد من خصمهم الإقليمي يتوجس السعوديون والخليجيون من احتمال التراخي الأمريكي في حماية مناطقهم، بالنسبة إليهم أسطول الولايات المتحدة الأكبر على مستوى العالم والذي يتخذ من مملكة البحرين مقرا له هو الدرع الحامي، وعليه فإن أي اتفاق مستقبلي بين واشنطن وطهران يمكن أن ينطوي على تنازلات سياسية وأمنية من شأنها إضعاف تلك الحماية وزعزعة أساساتها.
من هنا، تأتي التحركات السعودية والخليجية على المستويين العسكري والأمني، تحركات تبدو علامات الفشل مرافقة لها من أول الطريق، كل ما لدى الرياض وحلفائها هو من العم سام وحلفائه، أي أن القوات المسلحة في هذه الدول مرتبطة إرتباطا عضويا بالغرب، إن شاء منحها أحدث أنواع الأسلحة وحرمها من القدرة على استخدامها وإن أراد ألقى إليها فتات عتاده الذي سرعان ما يصدأ في المخازن. يضاف إلى ذلك أن السعودية وحلفاءها لم يخوضوا أي تجربة جدية تثبت قدراتهم التي يتباهون بها، باستثناء قمعهم النموذجي للحراك البحريني لم يستطيعوا التدليل ولو بطلقة واحدة على ما تمتاز به قوات درع الجزيرة من خصائص جامعة مانعة… بالنتيجة، مزيد من الإنفاق وقليل من الفاعلية، هذا ما يقوله الواقع ويؤكده التاريخ.