السعودية / البحرين اليوم – نشرت صحيفة “التلغراف” البريطانية اليوم الخميس، 30 أكتوبر، مقالا للكاتب البريطاني بيتر أبورن، حول العلاقات السعودية البريطانية، وقد بدأه بسؤال: “هل ينبغي أن نرقص على اللحن السعودي للإخوان؟”.
وقد تناول المقال الضغوط التي تُمارسها دول الخليج على بريطانيا من أجل حظر جماعة الإخوان المسلمين، وتحوّل موقف الحكومة البريطانية بعد عودة الأمير تشارلز، ولي العهد، من زيارة إلى السعودية. التقرير نقل عن تقرير بريطاني تبرئة الجماعة من أية صلة بالإرهاب، إلا أن المصالح التي تربط الرياض ولندن؛ دفعت التقرير إلى “النسيان”.
يقول أوبرون بأن الأمير تشارلز زار السعودية رسمياً في فبراير الماضي، وهي الثانية له في أقل من عام، وقضى تشارلز أياماً قليلة. وهناك سمع عن غضب السعودية من سماح بريطانيا للإخوان بالبقاء في لندن، والعمل فيها. ومع وصوله إلى بلاده، نقل تشارلز “الإحباط السعودي” إلى رئيس الوزراء، والمسؤولين البريطانيين، ليتم بعدها تعيين السير جون جنكينز، السفير البريطاني بالرياض، رئيساً للجنة تحقيق لمعرفة مدى وجود روابط بين الإخوان والإرهاب.
وكان لافتاً أن هذا التحقيق بعدأ بعد أسابيع قليلة من إعلان الرياض الإخوان جماعةً إرهابيّة. وهو ما جعل التحقيق البريطاني وكأنه “شرعنة” للمواقف السعودية حيال الإخوان، وأنهم يستخدمون “العنف لغايات سياسية”.
في المقابل، عمل جنكينز على نحو شامل، وسافر إلى الخليج وشمال أفريقيا، مع حضور الرؤية السعودية في الموضوع.
في نهاية يوليو الماضي، انتهى جنكينز من التقرير، ووفقاً لمصادر في الحكومة البريطانية، فإنه لم يعثر على أي أساس يمكن الاستناد عليه في اتهام الإخوان بالإرهاب وحظرها.
وبحسب الكاتب أوبورن، فإنّ التقرير لم يُنشر، ودخل طي النسيان، على حدّ تعبيره. والسبب، هو أن السير جون لم يصل إلى النتيجة التي تريدها الحكومة البريطانية، والأمير تشارلز، وحلفاؤهم في الشرق الأوسط، وذلك بإثبات الموقف السعودي تجاه جماعة الإخوان.
يضيف أوبورن، بأن تبرئة جنكينز للإخوان “تمثل تحديا خطيراً، ومن شأن نشر التقرير الأصلي أن يُغضب السعوديين، والإماراتين أيضاً. يقول أوبرون، بأن “ولي عهد الإمارات محمد بن زايد لديه رقم الهاتف الشخصي لديفيد كاميرون، ولا يتردد في الاتصال به للتعبير عن قلق الإمارات من عدم اتخاذ لندن موقفاً حاسما تجاه الإخوان”.
ما تخشاه بريطانيا، هو ضياع صفقة شراء مقاتلات “تايفون” البريطانية، والتي تقدّر قيمتها ب 5 مليار يورو، وهي صفقة معلقة منذ بدء التحقيق المذكور، ويقول مراقبون أن هناك شكوكاً بإحالتها إلى فرنسا.
يقول أوبرون، بأن العلاقات البريطانية السعودية طويلة، والتحالف بين آل سعود والمملكة المتحدة يعود إلى عهد هنري جون فلبي، والد كيم فيلبي، الذي يصفه أوبرون ب”الخائن”، حيث ظل لسنوات طويلة مستشارا لابن سعود، مؤسس السعودية.
ويؤكد الكاتب بأن التحالف البريطاني السعودي يمسّ جوهر السياسة البريطانية في الشرق الأوسط، وعلى المدى الطويل، ويشير إلى الدور المحوري للسعودية في صعود تنظيم القاعدة وباقي الجماعات الإرهابية، كما لا يتردد في التأكيد على أن السعودية أسهمت في تمويل ومساندة تنظيم داعش، وأنه من المفارقة أن ينقلب الأخير على السعودية نفسها.
يشير الكاتب إلى الموقف السّلبي تجاه قطر بسبب مساندتها للإخوان، وقال بأن الإخوان كانت تتبنى العنف في أول أمرها حينما واجهت الاستعمار، ولكنها غيّرت موقفها، وتحوّلت إلى حركة سياسية، وهي تحاول التوفيق بين الإسلام والديمقراطية، على خلاف “النموذج الاستبدادي” لدول الخليج، وهو ما يجعل السعودية والإمارات تحملان موقفاً غاضبا ومليئا ب”الكراهية” ضد الإخوان، فالإسلام الديمقراطي والنموذج السعودي لا يمكن أن يلتقيا، كما يقول الكاتب.
وقد قادت السعودية “الثورة المضادة”، والتي أدت إلى إسقاط الإخوان في مصر، وغيرها.
وينتقد الكاتب التحالف الذي تتخذه السياسة الخارجية البريطانية اليوم مع التطرف، وعدم العناية في ذلك بأسس الديمقراطية وحقوق الإنسان، وذلك من أجل “عيون” المال والتجارة والنفط، والأطماع الشخصيّة أيضاً.