لبنان / نبأ – لليوم الثامن على التوالي، يواصل اللبنانيون مظاهراتهم واعتصاماتهم للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية ومكافحة الفساد، فيما أكد الرئيس اللبناني ميشال عون للمتظاهرين أن صرختهم “لن تذهب سدى”، مؤكداً أن النظام “لا يتغير في الساحات” بل عبر “المؤسسات الدستورية”، داعياً إياهم إلى عدم قطع الطرقات أمام الناس.
ووفد المتظاهرون إلى وسط بيروت منذ صباح يوم الخميس 24 تشرين أول / أكتوبر 2019 واحتشدوا في عدد من ساحات العاصمة، كما واصل المتظاهرون اعتصامهم أمام مصرف لبنان في بيروت وطالبوا باستقالة حاكمه رياض سلامة.
وشهدت مناطق عدن في صيدا في جنوب لبنان وزحلة في البقاع وطرابلس وجبيل في شمال البلاد اعتصامات احتجاجية على تدهور الوضع الاقتصادي، وقام متظاهرون بقطع الطرق الفرعية والرئيسية وطريق مطار بيروت الدولي والأنفاق المؤدية إلى العاصمة بيروت وقطعت الطريق بين بيروت والجنوب، في حين تسعى القوى الأمنية والجيش اللبناني إلى فتح هذه الطرقات.
وتدخل الجيش اللبناني لفتح الطرقات في مناطق لبنانية عدة أمام المواطنين والسيارات العالقة. وأدت الاعتصامات وإغلاق الطرق في العديد من المناطق إلى تعطل الدراسة وتوقف المصارف والكثير من المؤسسات الخاصة وشل الحركة وخاصة في صيدا وصور والنبطية، في الجنوب، وطرابلس والبقاع وعكار وجبيل في الشمال، وطالبت القطاعات الصحية والنفطية والنقل العام بتسهيل التنقل.
وخاطب الرئيس اللبنانيي ميشال عون اللبنانيين عامة والمتظاهرين خاصة في كلمة متلفزة قائلاً: “إن الورقة الاصلاحية التي عملنا عليها ستكون الخطوة الأولى لإنقاذ لبنان وإبعاد شبح الانهيار المالي والاقتصادي عنه”، معتبرا أنها “كانت أول انجاز لكم، لأنكم ساعدتم في إزالة العراقيل من أمامها وأقرت بسرعة قياسية، ويجب أن تواكبها مجموعة تشريعات”.
وتابع قوله: “صرختكم لن تذهب سدى ككل الصرخات التي ملأت الساحات من قبل، وأعادت الحرية والسيادة والاستقلال الى لبنان. حرية التعبير حق محترم ومحفوظ لكل الناس ولكن حرية التنقل هي حق لكل المواطنين يفترض أن يكون محترماً ومضموناً”.
وقال: “سمعت دعوات كثيرة لإسقاط النظام. النظام يا شباب لا يتغير في الساحات. صحيح أن نظامنا يلزمه تطوير لأنه مشلول منذ سنين ولا يستطيع أن يطور نفسه، ولكن هذا لا يحصل إلا من خلال المؤسسات الدستورية”، وفق ما أوردته الوكالة الوطنية للإعلام.
ويوم الاثنين 21 تشرين أول / أكتوبر 2019، خرج رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى المتظاهرين ليعلن لهم عن إقرار سلسلة إجراءات تهدف إلى وقف عجز الموازنة ووقف فرض ضرائب جديدة ومحاربة الفساد وتحسين القطاعات الخدمية الرئيسة.
وكان عشرات الآلاف من اللبنانيين قد بدأوا يوم الخميس 17 تشرين أول / أكتوبر 2019 اعتصاماتهم واحتجاجاتهم على الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد وقرارات مجلس الوزراء اللبناني فرض رسوم جديدة ومنها رسوم على الاتصالات.