الولايات المتحدة / نبأ – كشف تقرير نشره موقع “ميدل إيست آي” البريطاني على الإنترنت عن تفاصيل لشكوى في محكمة في كاليفورنيا توضح كيف تبادل موظفان سعوديان بيانات مستخدمي “تويتر” مقابل الحصول على المال والنفوذ من ممثل في الديوان الملكي السعودي.
وقالت الكاتبة في الموقع، دانيا العقاد، في تقرير، إن الموظفين السابقين في “تويتر” “على علاقات وثيقة بالسعودية”، موضحة أن عميلة مكتب التحقيقات الفيدرالي “أف بي أي” ليتيتيا وو دخلت أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2019 منزل المواطن الأميركي من أصل لبناني أحمد أبو عمو الذي شُيّد حديثا في مدينة سياتل في ولاية واشنطن في شمال غرب الولايات المتحدة.
ووفقاً لدعوى رفعت قبل أيام في محكمة بكاليفورنيا، فإن أبو عمو استخدم منصبه في “تويتر” للتجسس على المعارضين السعوديين في عام 2015، بتكليف من ممثل رسمي في الديوان الملكي.
وأضافت أن أبو عمو حصل على ساعة ذهبية بقيمة 20 ألف دولار وما لا يقل عن 300 ألف دولار من المسؤولين عن تشغيله تعبيراً عن الشكر لـ “مجهوداته المبذولة”، وأن هذه الأموال كان يتم توجيهها أحياناً عبر حساب مصرفي لبناني تابع لأحد أقارب أبو عمو، وموزع على شكل دفعات أولية تتعلق بالمنزل الجديد.
وأوضح التقرير أن أبو عمو أخبر عميلة مكتب التحقيقات أنه بحث بالفعل عن تفاصيل مستخدم سعودي على موقع “تويتر” ورد اسمه في الشكوى باسم “المستخدم أنا” وحددته صحيفة “واشنطن بوست” بأنه “مجتهد”، وهو مستخدم مجهول على موقع “تويتر” عُرف بنشره للسبق الصحافي فيما يتعلق بالسعودية.
غير أن أبو عمو لم يعترف سوى بتلقيه مبلغ 100 ألف دولار مقابل المشاورات التي أجراها، وأن الساعة كانت “بلاستيكية” وأن قيمتها لا تتجاوز 500 دولار، وأنه عرض صورة إيصال تحويل بنكي بقيمة 100 ألف دولار، مُرسل من الممثل الرسمي.
وأشارت الكاتبة إلى أن هذه مجرد تفاصيل وردت في الشكوى المؤلفة من 26 صفحة المرفوعة ضد أبو عمو ومواطنين سعوديين آخرين هما أحمد المطيري وعلي الزبارة، مما يثير المخاوف بشأن درجة الحماية التي يوفرها موقع “تويتر” لبيانات المستخدمين.
مدير في “تويتر”
وقالت الكاتبة إن أبو عمو كان يعمل مديراً للشراكات الإعلامية في “تويتر”، وأما الزبارة، وهو أحد مهندسي موقع الشركة-، فتصفه بأنه “شخص متقلب يتمتع بالمرونة”، وأنه “على استعداد لتبادل المعلومات المدمرة المحتملة حول المعارضين وغيرهم مع الحكومة السعودية مقابل المال والامتيازات والنفوذ التي تُدار من قبل المطلعين على بواطن الأمور من داخل العائلة الملكية بشكل مبالغ فيه”.
وفي السياق نفسه، ومن خلال رسالة مباشرة على “تويتر”، أخبر أبو عمو الممثل الرسمي السعودي بأنه “على نحو استباقي وتفاعلي على حد سواء، سنقضي على منابع الشر”. وبينما يبدو أن أبو عمو كان مُوجها إلى حد كبير من الممثل الرسمي، إلا أن مشروع الزبارة للتجسس كان مُدارا من المطيري الذي وصف نفسه، وفقاً للشكوى، بأنه مستشار “لإحدى الشخصيات البارزة من الدرجة الأولى في العائلة المالكة السعودية أو “آل سعود”.
واشار المقال، بحسب موقع “الجزيرة” على الإنترنت، إلى أن الزبارة كتب في أيار / مايو 2015 رسالة إلى زوجته قال فيها إن المطيري اتصل به وأخبره أن مسؤول الديوان الملكي السعودي أراد لقاءه “في المكان الذي يكون فيه في الوقت الراهن”، موضحاً لزوجته أنه كان آنذاك خارج العاصمة واشنطن.
ووفقاً للشكوى، فقد قضى الزبارة حوالي 7 ساعات في منزل في مدينة فيرفاكس بولاية فرجينيا، استأجره مسؤولون سعوديون، وأنه بعد أسبوع، اعتكف لفترة متواصلة دامت 7 أشهر، تمكن خلالها من الوصول إلى بيانات أكثر من 6 آلاف من مستخدمي “تويتر”، حيث تبادل المعلومات بشكل منتظم مع المطيري.
معلومات استباقية
واشارت مذكرات الشكوى إلى أن السعودية عرضت في ذلك الوقت حوالي 1.9 مليون دولار للحصول على “معلومات من شأنها استباق وتلافي الهجمات الإرهابية”.
وبعد عودته إلى السعودية في يوليو/تموز 2019، كتب الزبارة مذكرة مفصلة مطالباً بتعويض إضافي عن مجهوداته، على غرار أن يصبح عضواً في جمعية خيرية للمسؤول في الديوان الملكي ليساعد في قضية لم يُكشف عنها بعد تتعلق بوالده.
ويبدو أن الزبارة حصل على مبتغاه، فوفقاً للشكوى، استقال من عمله على في “تويتر” وأرسلها عبر البريد الإلكتروني وسافر إلى السعودية حيث بدأ بالعمل لمصلحة مؤسسة خيرية تابعة للممثل السعودي، بالإضافة إلى العمل في فريق المطيري، ومراقبة مواقع التواصل والتحكم بها لمصلحة السعودية، “غير أنه يبدو أنه لم يحصل على ساعة ذهبية”، وفق “ميدل إيست أي”.