ذكرت وكالة “أسوشتيد برس” الأميركية للأنباء، يوم الخميس 14 تشرين ثاني / نوفمبر 2019، أن مسؤولين سعوديين وآخرين من “أنصار الله” أجروا “محادثات غير مباشرة ومن وراء الكواليس” لإنهاء الحرب على اليمن، المستمرة منذ أكثر من 5 أعوام.
وقالت الوكالة إن “المفاوضات الجارية بين الطرفين بوساطة عُمانية، خصوصاً أن مسقط تمكنت، خلال السنوات الماضية، من ترتيب موضعها الجغرافي كوسيط بين الطرفين”.
ونقلت الوكالة عن عضو الوفد اليمني المُفاوض جمال عامر قوله: “إن الجانبين تواصلوا عبر الفيديو، خلال الشهرين الماضيين، كما جرت بينهم محادثات من خلال وسطاء أوروبيين”.
وأضافت الوكالة أن “المحادثات الحالية تتمحور حول مجموعة من الأهداف المؤقتة، مثل إعادة فتح مطار صنعاء الدولي، الذي أغلقه التحالف في عام 2016”.
كما تجري مناقشة إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود اليمنية السعودية في المناطق الخاضعة لسيطرة “الجيش اليمني و”اللجان الشعبية”، وفق ما نقل موقع “الخليج أون لاين” عن الوكالة.
وقال أبو بكر القربي، وزير سابق في حكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، الموالي للسعودية، للوكالة: إن “أبرز مخاوف السعوديين تشمل تفكيك قدرات الحوثيين (أنصار الله) الباليستية، وسلاح الطيران المسير، وكذا أمن حدود المملكة”.
من جانبه، قال أحد المسؤولين في “أنصار الله”، لم يذكر اسمه، لـ “أسوشيتد برس”، إن “هذه المحادثات قد تمهد الطريق لمزيد من المفاوضات رفيعة المستوى، مطلع العام المقبل”.
وكان المجلس السياسي الأعلى في اليمن قد أعلن، في أيلول / سبتمبر 2019، عن مبادرة من جانب واحد تتضمن وقفَ قصف الأراضي السعودية، بينما واصلت الأخيرة قصف الأراضي اليمنية ما أدى إلى استشهاد وجرح العديد من اليمنيين بينهم نساء وأطفال.
جديرٌ ذكره أن السعودية ذكرت، على لسان مسؤول رفيع المستوى رفض كشف اسمه، في 6 نوفمبر الجاري، لوكالة “فرانس برس”، أن بلاده تملك “قناة مفتوحة مع الحوثيين (أنصار الله) منذ عام 2016″، من دون ذكره مزيدأً من التفاصيل.
وكانت وكالة “رويترز” قد كشفت في تقرير نشرته في تشرين أول / أكتوبر 2019 عن أن السعودية بصدد دراسة اقتراح لـ “أنصار الله” لوقف إطلاق النار.
وفي 9 أيلول / سبتمبر 2019، كشف ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، لأول مرة، عن محادثات ستجري بين الرياض و”أنصار الله” بـ “شكل مباشر”، بهدف إيجاد حل مقبول من الطرفين للحرب اليمنية.
ومنذ مارس / آذار 2015، تشن السعودية عدواناً على اليمن بدعم أميركي خلف آلاف الشهداء والجرحى والمعوّقين، وأدى إلى تدمير البنية التحتية لهذا البلد، وتسببب بمجاعة وأوبئة مثل الكوليرا، جعلته يشهد أسوأ كارثة إنسانية في العصر الحديث، وفق تقارير للأمم المتحدة.