سوريا / نبأ – في وقت ما يزال فيه أطراف التحالف الدولي ضد داعش يراهنون على إمكانية تأهيل ما تسمى المعارضة المعتدلة وتوحيدها في إطار عسكري يأخذ على عاتقه مهمة محاربة داعش والنظام السوري في آن، تثبت الوقائع أن الفصائل الأكثر تشددا في طريقها نحو تكبيد “المعتدلين” خسائر فادحة لا قيامة لهم بعدها.
كما تثبت هذه الوقائع أن ما تراهن عليه بعض القوى من تعاون بين الفصائل المناوئة لداعش ليس إلا رسما على ماء، المعلومات الواردة من مدينة كوباني حول طرد وحدات حماية الشعب الكردية مجموعات تابعة للجيش الحر من المدينة دليل على تلك الإستحالة.
وحول ما يدور في شمالي سوريا تساءل مراقبون: هل بدأت النصرة حرب استئصال المعارضة المعتدلة في ريف إدلب؟.. فكما يعرف أن جبهة النصرة باتت تسيطر على غالبية قرى سوريا، وبدأت تتمدد باتجاه الشمال الشرقي، ولم تعد تقاتل جبهة ثوار سوريا فحسب، ما يعني أن مخطط زعيم النصرة أبو محمد الجولاني لا يستهدف جمال معروف بعينه، بل يستهدف الكتائب التي لازالت ترفع راية الجيش الحر، أو من تطلق عليهم واشنطن صفة المعارضة المعتدلة.
وبينما لا تزال ورطة اقتحام تنظيم داعش مدينة عين العرب كوباني السورية قائمة وسط تخبط دولي في التعامل معها وعجز عن حسم معركتها.. إلا انها لم تتوقف عن محاولة التوسع لمحاربة أكثر الفصائل دعماً من واشنطن وهي حركة حزم.
وتشير الأحداث المتسارعة في ريف إدلب وسهولة سيطرة جبهة النصرة على مناطق شاسعة فيها من دون أي مقاومة تذكر، إلى أن المشهد السوري الذي يتكون تحت سقف التحالف الدولي يميل في أحد جوانبه إلى مصلحة الفصائل التكفيرية، بينما تنكفئ الفصائل المصنفة على أنها معتدلة على نفسها، وتنسحب من مناطق كانت تعتبر طوال السنوات الماضية معقلها الرئيسي.
وهذا يؤشر إلى أن النصرة ربما ترى في فصائل الجيش الحر تهديداً حقيقياً لوجودها بعد استهداف قادة أحرار الشام، وطرد داعش من المحافظة كاملة، وخصوصاً في حال قررت واشنطن استئصال النصرة من إدلب، لتكون المحافظة خالية من المتطرفين، ومنطلقاً لما تسميه المعارضة المعتدلة.