أسبانيا / نبأ – نشرت صحيفة “بوبليكو” الإسبانية تقريراً تحدثت فيه عن المفارقات التي تطرحها مسألة استضافة السعودية لـ “كأس السوبر” الإسباني، باعتبارها دولة تنتهك حقوق الإنسان.
وقالت الصحيفة، في تقريرها، إنه “عندما تخوض الفرق الإسبانية كأس السوبر الإسباني في المملكة العربية السعودية في كانون ثاني/ يناير المقبل، من المحتمل أن تبقى لجين الهذلول في السجن إلى جانب عشر ناشطات أخريات بسبب دفاعهن عن حق المرأة في قيادة السيارة. وعلى الرغم من إطلاق سراح بعضهن بعد المحكمة، إلا أن الهذلول لم تكن من بينهن”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “على الرغم من أن السعودية منحت ًأخيرا النساء الحق في قيادة السيارة من خلال قرار أصبح ساري المفعول في حزيران/ يونيو 2018، إلا أن لجين الهذلول لا تزال معتقلة بعد أن اتهمتها السلطات بالتورط في نشاط منسق لتقويض الأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي للمملكة والاتصال بالدبلوماسيين والصحافيين الأجانب”.
وأوضحت الصحيفة أنه “عندما يلعب الفريقان الإسبانيان يوم 12 كانون ثاني/ يناير في نهائي البطولة، سيواصل رائف بدوي قضاء مدة العقوبة. لقد أُلقي القبض على هذا الصحافي والمدون في سنة 2012 وحُكم عليه بعد سنتين بالسجن لمدة 10 سنوات مع ألف جلدة لمجرد أنه فتح مدونة للنقاش الاجتماعي والسياسي. وهو متهم بانتهاك قانون المعلومات والتكنولوجيا وإهانة الإسلام بسبب نشر مقالات مسيئة للسعودية. وبسبب الضغط الدولي من قبل مختلف المؤسسات حول العالم ومساندته من قبل أكثر من 100 ألف شركة، خففت عقوبته إلى 50 جلدة”.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحالات ليست الوحيدة، بل إنها مجرد عينة من انتهاكات حقوق الإنسان وحرية التعبير التي تمارسها هذه الدولة والتي قرر الاتحاد الملكي الإسباني لكرة القدم أن تستضيف كأس السوبر. وحسب رئيس هذه الهيئة لويس روبياليس، فإنه من المتوقع أن تبلغ إيراداته حوالي 40 مليون يورو لكل موسم عامة على مدار الثلاث سنوات المقبلة، وفق ما نقل موقع “عربي 21” على الإنترنت عن “بوبليكو”.
وأوردت الصحيفة أن “روبياليس توصل إلى اتفاق يقضي برفع السعودية الحظر المفروض على النساء الذي يجبرهن على البقاء منعزلات في مكان معين من ملعب كرة القدم مع ضرورة الحضور مع ولي الأمر. وبموجب هذا الاتفاق، يمكن للمرأة أن تتنقل بحرية داخل الملعب لمدة أربعة أيام. إلى جانب ذلك، أوضح روبياليس أن الاتفاق تضمن إنشاء مدرسة كرة قدم للسيدات، لكن الكثير من التفاصيل غير معروفة بعد”.
واتهم العديد من المنتقدين في الاتحاد روبياليس بالسعي إلى الحصول على الفائدة، بغض النظر عن تبييض انتهاك حقوق الإنسان. كما انتقدت بعض شخصيات كرة القدم، على غرار فيرونيكا بوكيتي، هذا القرار.
ووفقاً للمتحدث باسم خبير منظمة “العفو الدولية” في المملكة العربية السعودية، كارلوس دي لاس هيراس، فـ “هناك مجالات عدة تتعلق بانتهاك حقوق الإنسان في السعودية، من بينها المشاركة في الحرب اليمنية، التي قاد فيها السعوديون تحالفاً دولياً مع الإمارات لأكثر من 4 سنوات. وهي حرب غير شرعية خلفت أكثر من 100 ألف قتيل من بينهم العديد من القُصَّر بسبب القصف المستمر”.
وأفادت الصحيفة بأنه “من الجوانب الأخرى المثيرة للقلق بالنسبة لهذه المنظمة عقوبة الإعدام، خاصة أن السعودية تعد واحدة من الدول الثلاث في العالم التي تنفذ معظم عمليات الإعدام التي وصل عددها إلى حوالي 150 عملية في السنة الماضية، مع خصوصية تنفيذها في العديد من المناسبات في الأماكن العامة وعن طريق قطع الرأس. كما أن الانتهاكات المستمرة لحرية التعبير تثير قلق المنظمات الدولية”.
في ظل هذا الوضع، فإن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الاتحاد الإسباني لكرة القدم والسعودية للاحتفال بالبطولة سيترك “مذاقاً مراً”. حيال هذا الشأن، قال دي لاس هيراس: “إنه شيء ضئيل للغاية لدرجة أنه لا يمكن إخفاء حقيقة السعودية فيما يتعلق بانتهاك حقوق الإنسان”. وصرحت منظمة العفو الدولية بأن “ما يحدث داخل البطولة لا يمكن أن يخفي حقيقة ما يحدث في الخارج”.
ونقلت الصحيفة عن الناشط إياد البغدادي المعارضة للنظام السعودي قوله: “إذا كانت حقوق المرأة مهمة للغاية، فلماذا يقبع النشطاء الرئيسيون المدافعون عن هذه الحقوق في السعودية في السجن؟”.