تقرير – نبأ نت / إيران تتآمر على السعودية والعراق، هي خلاصة ما أخرجته وسائل إعلام أميركية يوم الاثنين 18 تشرين ثاني / نوفمبر 2019، ركزت عليها وسائل إعلام سعودية، في محاولة لإظهارها كـ “سبق صحافي” مبني على “وثائق” مزعومة من “الاستخبارات الإيرانية”، يتحدث باختصار عن “خطر إيران” في الشرق الأوسط والخليج.
وفي خضم احتجاجات، غطت عليها أعمال شغب في إيران، على رفع الحكومة أسعار الوقود التي تهدف عبر هذه الخطوة إلى إفادة الأسر الفقيرة من العائدات المالية للرفع، يركز الإعلام السعودي على وجود “ثورة” تهدف إلى “إسقاط النظام” في إيران، بالتزامن مع ما نشره موقع “ذا إنترسبت” الأميركي على الإنترنت عن وجود “مؤامرة” إيرانية تركية ضد السعودية.
يروج الإعلام السعودي، وفي مقدمه قناة “العربية” التلفزيونية” وصحيفة “الشرق الأوسط” ووسائل إعلام أخرى مرتبطة بالديوان الملكي السعودي لما سماها “وثائق مسربة” من “أرشيف الاستخبارات الإيرانية” نشرها “ذا إنترسبت”، وقام بمشاركتها مع صحيفة “نيويورك تايمز”، تتضمن “معلومات” عن “استضافة تركيا لاجتماع بين الحرس الثوري الإيراني وجماعة “الإخوان المسلمين” لـ “العمل ضد السعودية”.
وبحسب الموقع، جاء في الوثائق المسربة أن ممثل “الإخوان المسلمين” طالب الحرس الثوري الإيراني بـ “العمل ضد المملكة في اليمن من خلال توحيد صفوفهما”، في ظل “تشاركهما في كراهية السعودية”.
والوثائق التي حصل عليها “ذا إنترسبت” يدعي أنها تتكون من “مئات التقارير التي كتبها ضباط في وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية في عامي 2014 و2015”.
من غير الممكن تحديد الخلفيات الكاملة لنشر هكذا “معلومات” من دون معلومات مؤكدة حول مضمونها و”المصادر” التي نقل عنها الموقع الأميركي، إلا أن وضعها في السياق الجيوسياسي والأزمات الموجودة في منطقة الخليج والشرق الأوسط ينتهي إلى العلاقة المتأزمة بين إيران وتركيا، معاً وكل منهما على حدة، وبين السعودية.
وإضافة إلى “المؤامرة” التركية الإيرانية المزعومة، تتحدث “الوثائق السرية” عن “خطط إيران لفرض سيطرتها ونفوذها في العراق، والجهود التي قام بها الجواسيس الإيرانيون منذ سنوات لاختيار قادة البلاد”.
ويأتي الحديث عن هذه النقطة في ظل احتجاجات في العراق ضد تدهور الاقتصاد والفساد، ومطالبة بمحاسبة الفاسدين، ومحاولة أميركا والسعودية إظهار إيران كشريك مسبب للأزمة في بلاد الرافدين.
تسمي “الوثائق” رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي “على وجه الخصوص”، قائلة إنه كانت له علاقة خاصة مع إيران، منذ أن كان وزيراً للنفط في عام 2014، وكذلك رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، إذ يستحضر الموقع حديثاً غير موثق التاريخ للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما يقول فيه إن سياسة المالكي “القمعية ضد السنة”، “أدت إلى ظهور تنظيم “داعش” الإرهابي”.
ووفقاً لـ “ذا إنترسبت”، فهناك “مجزرة” بحق “السنة” في “جرف الصخر” في جنوب غرب بغداد حدثت في عام 2014، يقول إنها “مثال حي على أنواع الفظائع الطائفية التي ارتكبتها الجماعات المسلحة الموالية لـ “فيلق القدس” الإيراني.
ويأتي نشر هذه الوثائق بعد يومين من نشر صحيفة “الرياض” افتتاحية دعت فيها الولايات المنحدة إلى تشديد العقوبات على إيران لـ “يسقط نظامها من الداخل”، وبعد يومين أيضاً من دعوة رئيس أركان القوات الجوية الأميركية ديفيد جولدفين دول الخليج، إلى “حل خلافاتها وتوحيد قدراتها العسكرية من أجل مواجهة إيران”.