الملك سلمان بن عبد العزيز وخلفه نجله ولي العهد محمد (صورة من الأرشيف)

“وول ستريت جورنال”: السعودية تبذل جهوداً سرية لتطبيع العلاقات مع إيران

الولايات المتحدة / نبأ – أكدت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن “السعودية تبذل جهوداً سرية لتطبيع العلاقات مع إيران وغيرها من خصومها في المنطقة، خوفاً مما قد تجلبه نزاعات إقليمية محتملة من المخاطر إلى اقتصادها”.

ونقلت الصحيفة في تقرير نشرته يوم الخميس 12 ديسمبر / كانون أول 2019، عن مسؤول سعودي قوله إن الهجوم على منشآت “أرامكو” في المملكنة يوم 14 سبتمبر / أيلول 2019 “غيّر قواعد اللعبة”، فيما أكد مسؤولون سعوديون وأوروبيون وأميركيون أن “ممثلين عن المملكة وإيران يتبادلون في الأشهر الأخيرة رسائل ويجرون اتصالات عبر وسطاء في سلطنة عُمان والكويت وباكستان، مع التركيز على تخفيف التوتر بين الرياض وطهران”.

وصرح سفير إيران لدى فرنسا، بهرام قاسمي، ومسؤولون آخرون، بحسب الصحيفة، بأن “طهران عرضت على الرياض خطة سلام تضم تعهدات متبادلة بالتعاون وعدم الاعتداء بغية تأمين صادرات النفط، على خلفية سلسلة حوادث استهدفت ناقلات نفط في خليج عمان منذ مايو الماضي”.

كما نقلت الصحيفة عن مسؤول غربي تأكيده وجود “خط اتصال ساخن” بين السعودية و”أنصار الله” في اليمن، مضيفة أن “المفاوضات بين الطرفين انطلقت في سبتمبر الماضي بمبادرة من الجماعة”.

وقال مسؤولون عرب وأميركيون للصحيفة إن “السعودية والإمارات تحاولان إقناع الحوثيين (أنصار الله) والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً (حكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي الموالي للسعودية) بإبرام اتفاق خاص بتقاسم السلطة”.

كما ذكر مسؤول سعودي لـ “وول ستريت جورنال” أن المملكة “اضطرت إلى التواصل مع إيران استعداداً لاكتتاب “أرامكو”، خوفاً من أن نزاعاً محتملا مع إيران قد يقوض صادراتها النفطية، وهذا الخطر يجعل المستثمرين الأجانب يتمنعون عن التعاون مع الرياض”.

وقال مسؤول سعودي آخر، وفق ما نقل موقع “رأي اليوم” عن “وول ستريت جورنال”، إن “المملكة لا تثق بالإيرانيين، لكنها تأمل في إمكانية التوصل إلى اتفاق سيمنع هجمات في المستقبل على الأقل”.

ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن “لاعبين آخرين في المنطقة، من بينهم الإمارات، ينظرون بتشاؤم إلى الاتصالات بين الرياض وطهران”

ويأتي ذلك بالتزامن مع مساعي السعودية لإنهاء الخلاف مع قطر، إذ أشارت “وول ستريت جورنال” إلى أن هذه “المساعي السرية تأتي على خلفية بروز تساؤلات لدى المسؤولين السعوديين بشأن ماهية الدعم الذي تتلقاه المملكة من الولايات المتحدة وحلفائها الآخرين”.