لبنان / نبأ – أكد الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله أن “تاريخ 2 كانون ثاني 2020 هو تاريخ فاصل لبداية مرحلة جديدة وتاريخ جديد لكل المنطقة”، معتبراً أن “القصاص العادل” لجريمة اغتيال قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني ونائب رئيس “الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس “يعني إنهاء الوجود الأميركي من القواعد العسكرية والبوارج وكل ضابط وجندي أميركي على أرضنا في المنطقة”.
وقال نصر الله، في احتفال بمناسبة استشهاد قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني ونائب “الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس، في بيروت، إن “وزارة الحرب الأميركية أصدرت بياناً تبنت فيه العملية وأنها كانت بأمر من (الرئيس الأميركي) دونالد ترامب”، مضيفاً “إننا أمام جريمة واضحة ولسنا أمام عملية اغتيال مبهمة بسيارة مفخخة أو كمين نحن أمام جريمة شديدة الوضوح وصارخة بأمر من ترامب للجيش الأميركي”.
ولفت نصر الله الانتباه إلى أن “ترامب وضع منذ بداية ولايته هدف إسقاط النظام الإسلامي في إيران، وعمل على الانسحاب من الاتفاق النووي والعقوبات والفتنة ومارس أقصى عوامل الضغط على ايران، ولم يحقق ترامب أي انجاز، إذ لم تنفع عقوباته وحصاره، وبات لا يدري ماذا يقول للشعب الأميركي حول فشله في هذا الملف”، وفق ما نقل موقع “العهد” على الإنترنت.
وأكد سماحته أن “الفشل الاخر لترامب هو في سوريا من خلال خيانته لحلفاءه الأكراد وارتباكه من خلال سحب القوات الأميركية ومن ثم إبقائها ومن ثم إعلان مصادرة النفط في سوريا، بالإضافة إلى فشله في لبنان من خلال حصار المقاومة وتحريض بيئة المقاومة عليها، وفشله في اليمن، ثم فشله في ملف أفغانستان من خلال التفاوض مع طالبان”.
وأضاف “ترامب كان يريد إضعاف العراق والسيطرة عليه من خلال تنظيم “داعش” الإرهابي لكنه فشل مشروعه بإسقاطه عبر صمود الشعب العراقي ودعم المرجعية الدينية و”الحشد الشعبي” حيث كان دور الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس”.
وأشار إلى أن “الشعب العراقي طالب بخروج الأميركي لأن دوره انتهى، ثم إلى الاتجاه السياسي الذي انتصر في الانتخابات العراقية والذي لا يخضع للأميركيين، إذ تأسست حكومة عراقية برئاسة عادل عبد المهدي أزعجت وأغضبت أميركا لأنها رفضت أن تكون جزءاً من محاصرة إيران أو أن تكون في “صفقة القرن” وذهبت إلى الصين ووقعت معها اتفاقيات اقتصادية ورفضت أن يتم إقفال الحدود مع سوريا”.
وتابع قوله: “أميركا رأت أن العراق يخرج من يدها وشعرات بخسارة ثرواته، ففتحت عليه جماعاتها الإرهابية، وسعت عبر جيوشها الالكترونية وأدواتها الخبيثة لإحداث فتنة بين الشعب العراقي والشعب الايراني لأنهم كانوا يرون أن ايران تدعم الشعب العراقي”.
مرحلة جديدة
وأكد نصر الله أن “هذا الاعتداء الأميركي هو بداية أميركية في المنطقة وهي حرب جديدة من نوع جديد، وقد بحثت أميركا عن شيء يحقق لها انجاز ويدعم حلفاءها ويكسر محور المقاومة ولكن لا يؤدي إلى حرب مع إيران”.
وعلق نصر الله على قول وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إنه كان يراهن على موقف الشعب الايراني وكيف سيتعامل مع هذا الحدث، فتوجه نصر الله إليه بالقول: “إجلس غداً وتلق رسالة الشعب الايراني مباشرة من طهران وكرمان كما في الأهواز ومشهد”، مؤكداً أن “أكبر أهداف العملية أسقطه السيد القائد الإمام (علي) الخامنئي والمسؤولين والشعب الايراني”.
الخروج الأميركي من العراق
وأشار إلى أن “العالم كله ينظر إلى جلسة مجلس النواب العراقي لإصدار قانون بإخراج القوات الأميركية، وأن عدم إقراره سيلقى رفض الشعب العراقي وفصائل المقاومة الذين لن يقبلوا بوجود جندياً أميركياً في العراق”، موضحاً “الهدف الذي أراده الأميركيين ببقاءهم في العراق وقتلوا لأجله الحاج قاسم والحاج أبو مهدي سيؤدي إلى ندمهم وتحرير ثاني للعراق من الاحتلال الأميركي”.
وذكر أنه “لو قامت أميركا بقصف هدف إيراني في إيران أو شخصية إيرانية مغايرة كان الأمر يهم إيران فقط، إلا أن قاسم سليماني ليس شأنا ايرانياً بل يعني محور المقاومة ويعني الأمة وهذا لا يعفي المحور من المسؤولية”.
وأضاف “قوى المقاومة في المنطقة يجب أن تذهب إلى القصاص العادل، مؤكداً أنه لا يوجد أي شخصية في موازاة قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، وأن القصاص العادل يعني إنهاء الوجود الأميركي من القواعد العسكرية والبوارج وكل ضابط وجندي أميركي على أرضنا في المنطقة”.
وأوضح “عندما تبدأ نعوش الضباط والجنود الأميركيين بالعودة إلى بلادهم سيدرك ترامب أنه خسر، وعندما يرحل الأميركيون عن منطقتنا سيصبح تحرير القدس أقرب”.