السعودية / نبأ – وسط إجراءاتٍ أمنيّة مشدّدة، انطلق موكب تشييع شهداء حسينيّة المصطفى بقرية الدالوة بالإحساء، بمشاركةٍ غفيرة من المواطنين الذي قُدّرت أعدادهم بأكثر من ثلاثين ألف مواطن، توافدوا من مختلف مناطق المملكة.
التشييع الذي انطلق بعد صلاة الظهر التي أمّها رجل الدين البارز السيد منير الخباز؛ أُحيط بالعديد من الشعارات واللافتات التي دانت الإرهاب التكفيري، ودعت إلى وجوب تجريم الخطابات التحريضيّة في وسائل الإعلام والمطبوعات والمناهج، كما شوهدت اللافتات التي تؤكد على العيش المشترك بين المواطنين، فيما سُمِع هتاف “إخوان سنّة وشيعة.. هذا الوطن ما نبيعه”، والذي رُفِعَ خلال انطلاق ثورة البحرين في وجه الاتهامات لها بالطائفية.
السيد منير الخباز ألقى كلمة أشار فيها إلى أن منفذي الجريمة كانوا يهدفون إلى استدراج أبناء المنطقة للدخول في أتون رد الفعل والانتقام، إلا أن أهالي المنطقة كانوا أكثر ذكاء من الانجرار وراء الافعال الاستفزازية المقيتة، بحسب الخباز.
وطالب السيد الخباز بتجريم جميع الأشكال والألوان الطائفية، وأن يصدر منعٌ رسمي يقضي بتحريم استخدام لغة التكفير بين ابناء البلد الواحد.
وفي حين ذكرت مصادر أهلية بأن السلطات الرسمية حاولت الحدّ من توافد المشيعيين، لاسيما من منطقة القطيف، وذلك بمنع سائقي الباصات من نقل قوافل المشاركين في التشييع، إلا أن ذلك لم يمنع من تقاطر المواطنين من كلّ مكان للمشاركة في التشييع الذي تحوّل إلى تظاهرة كبرى في وجه التكفيريين والمنابر التي تسقي الطائفية والتشدّد.
اليوم.. أفشلت دماء شهداء الدالوة مكر الإرهاب والتكفير.. وحيث كانت أرواحهم تظلّل سماءَ الوحدة والتعايش والتسامح.. فإنّ القصاص لدمهم الطاهر لن يكون إلا حين تُخرس الأصوات والمنابر والفتاوى التي لا تزال تجد الرعاية والتسديد من رؤوس القوم.