السعودية / نبأ – طرح كشف صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية النقاب عن رسالة وجهها الرئيس الامريكي باراك أوباما إلى المرشد الإيراني علي خامنئي علامات استفهام جديدة حول استراتيجية واشنطن حيال طهران خلال المرحلة المقبلة. وفيما تتزايد المؤشرات إلى احتمال توصل الطرفين إلى اتفاق بحلول الرابع والعشرين من نوفمبر، تتكاثر التكهنات بشأن ما سيرسو عليه الموقف السعودي والخليجي عموما من هكذا سيناريوهات.
عشية اللقاء بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف في عمان فجرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية مفاجأتها، الرئيس الأمريكي باراك أوباما وجه رسالة إلى مرشد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي طالبا مساعدته في محاربة داعش، مفاجأة جاء التعليق الرسمي الأمريكي عليها أقرب إلى الإثبات منه إلى النفي، جوش أرنست المتحدث باسم البيت الأبيض اكتفى بالقول إن واشنطن لم تغير سياستها حيال طهران، مضيفا أنه ليس من صلاحياته مناقشة المراسلات الخاصة بين الرئيس باراك أوباما وبين أي زعيم في العالم.
في كل الأحوال، لا تبدو خطوة أوباما مستبعدة على الإطلاق، أكثر من معطى سياسي يفيد بأن الولايات المتحدة عازمة على حلحلة الأزمة النووية مع طهران بما ينعكس إيجابا على مجمل الملفات العالقة في المنطقة، صحيح أن هيمنة الجمهوريين على الكونغرس ستضع الرئيس الأمريكي أمام وقائع جديدة يفترض به أخذها بعين الإعتبار، إلا أن أوباما سيظل محتفظا بقدرته على إمساك خيوط السياسة الخارجية. وبالتالي فإن إبرام اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي من خارج الكونغرس خيار مطروح بقوة وجدية.
خيار تبدو دول الخليج أكثر القلقين حياله، إمتناع البيت الأبيض عن إبلاغها بمضمون الرسالة التي كشفتها وول ستريت جورنال مؤشر سلبي بالنسبة إليها، هي لم تطلق حتى الآن مواقف رسمية فيما يتعلق بالحديث المتصاعد عن تسوية أمريكية إيرانية، وحدها المجسات السعودية يمكنها الإفصاح عما يدور في الأروقة السياسية لعواصم الخليج.
المنابر التابعة للمملكة تقول إن الموقف الأمريكي من إيران يتخذ مسارا إنحداريا منذ زمن بعيد، يقابل ذلك غياب خليجي واضح عن دائرة التأثير على إدارة الرئيس باراك أوباما. وتعتبر المنابر الملكية أن تنازلات واشنطن لا توازيها خطوات مماثلة من قبل طهران، بل إن الأخيرة مستمرة في تدخلاتها العسكرية التي تستهدف تغيير التوازنات في المنطقة وفق تعبير وسائل الإعلام السعودية.
بالنتيجة، تظهر دول الخليج متوجسة حقا من أي تلاق أمريكي إيراني على حساب نفوذ المشيخات في الشرق الأوسط، توجس من شبه المؤكد أن واشنطن ستعمل على معالجته في حدود ما تمليه التسوية وما يستحقه الخليجيون، فأية معالم ستشكل الإتفاق المحتمل بين واشنطن وطهران وما الثمن الذي ستجبيه الرياض مقابل سكوتها؟ هذا ما ستجليه الأيام المقبلة.