اليمن/ نبأ (خاص)- يرى الباحث السعودي فؤاد ابراهيم في سيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين) على صنعاء بداية مرحلة جديدة بموجبها باتت السياسة في اليمن صناعة محلية بعدما كانت تصنع في الرياض وواشنطن.
وفي مقال نشرته صحيفة الاخبار اللبنانية بعنوان اليمن الجديد السياسة تصنع محلياً، تحدث ابراهيم عن تغير اوراق اللعبة السياسية في اليمن، فالتحرك الثوري الذي قاده الحوثيون يعيد انتاج المجتمع اليمني على اساس الوطنية والتاريخ العريق وليس على اساس الانتماء الطائفي.
هذا الامر ادى الى شعور لدى اليمنيين بأن الخارج السعودي والأميركي ، يمثل مصدر تهديد لأمنهم وخياراتهم السياسية.
يرى الكاتب بأن مشكلة القوى الخارجية الإقليمية والدولية تكمن في انها تقدم نفسها طرفا متخاصما مع ارادة الشعب اليمني عبر التلطي وراء المبادرة الخليجية. وما العقوبات التي ينوي مجلس الأمن الدولي فرضها على قادة أنصار الله إلا دليل على أن أن الهيئات لم تنشأ للدفاع عن حقوق الشعوب، بل لتأمين مصالح القوى الاستعمارية.
في المقابل فإن تعاطي جماعة انصار الله الوطني جعل السعودية وحلفائها مرتبكين من كل تطوّر جديد على الساحة اليمنية التي تشهد بحسب ابراهيم تغييرا جذريا وشاملا يؤسس لمرحلة عنوانها اليمن لليمنيين، وهذا ما أغضب القوى الإقليمية والدولية التي اعتادت أن تجعل اليمن ساحةً مستباحة، لتصفية حساباتها أو تأمين مصالحها.
وفيما يتعلق بالموقف السعودي تجاه ما جرى يقول ابراهيم إنه لم تعد امام الرياض فرص وافرة بعد انهيار امبراطوريتها في اليمن، لذا فهي لا زالت تواصل حربها الاعلامية والدبلوماسية ضد الحوثيين والحراك الشعبي، كما انها اوكلت لعلي محسن الأحمر مهمة تفجير الوضع الأمني، ورصدت لذلك مليار دولار، جرى تخصيصها لسلسلة متوالية من التفجيرات في مواقع حسّاسة حكومية، أو مؤسسات ومراكز تابعة لجماعة «أنصار الله».
في المقابل فإن الجماعة ترى أن خطة التفجير الأمني المعتمدة سعودياً ترمي إلى إنهاك الجماعة ومشاغلتها بالحوادث الأمنية وتشتيت جهودها وسحبها بعيداً عن الشأن السياسي، ولمواجهة هذا كثف الحوثيون جهودهم في الآونة الأخيرة لملاحقة كل الجيوب التي يخرج منها الإرهابيون، سواء من عناصر «القاعدة» أو «داعش» حالياً، أو العناصر المرتبطة باللواء الأحمر وما المواجهات التي شهدتها بعض المناطق اليمنية وأبزرها رداع الا تأكيد على هذا التوجه الحوثي.