تقرير | تساؤلات بشأن مدى قدرة حركة أنصار الله على إختراق التحديات

اليمن / نبأ – نفت حركة أنصار الله اليمنية وجود نية لديها بإعلان تحالف مع حزب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، معتبرة أن ما يتجلى اليوم على الساحة اليمنية مجرد تقاطع آني في المواقف. يأتي ذلك بعدما كثفت المنابر الإعلامية التابعة للمملكة السعودية وإمارة قطر حديثها عن انقلاب وشيك يخطط له الحوثيون بالتعاون مع حزب المؤتمر الشعبي العام.

لا نية لدى أنصار الله لإعلان تحالف رسمي مع حزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح، هذا ما أكده المتحدث باسم الحركة محمد عبد السلام، موضحا أن ما تشهده الساحة اليمنية اليوم مجرد تقاطع آني في المواقف. واعتبر عبد السلام أن من حق المؤتمر الإعتراض على ما يراه مخالفا لاتفاق السلم والشراكة، وجدد مطالبة الحوثيين بإعادة النظر في التشكيلة الحكومية الحالية.

تشكيلة ترى أنصار الله أنها منحت الإخوان المسلمين ممثلين بحزب التجمع اليمني للإصلاح أكثر مما يستحقون، في مناصب وزراء الكهرباء والتعليم والصناعة والتجارة صمدت شخصيات إخوانية سبق للحوثيين أن سجلوا اعتراضاتهم عليها إبان عهد الحكومة السابقة. هكذا، تريد الحركة توضيح مواقفها وتثبيتها في ظل الحملة الإعلامية غير المسبوقة عليها.

حملة تصاعدت خلال الأيام القليلة الماضية خصوصا عبر المنابر السعودية والقطرية، وسائل الإعلام التابعة للمملكة والإمارة أسهبت في الحديث عن انقلاب وشيك يخطط له الحوثيون بالتعاون مع حزب المؤتمر، وسعت هذه الوسائل في الترويج لتحالف سياسي بين الطرفين قد يبصر النور قريبا جدا، أكثر من رواية وواقعة حيكت حول الموضوع، لقاءات بين أنصار الله والمؤتمريين، وأخرى بين الإيرانيين ومحازبي صالح، وثالثة بين الحوثيين والإيرانيين والأمريكيين، كلها مؤامرات إفتراضية أراد السعوديون والقطريون من خلالها تعقيد المشهد السياسي وتلبيس الحقائق على الرأي العام.

ولم تنقطع ذبذبات التشويش على الديناميات السياسية في اليمن، ما يزال الحديث السعودي دائرا عن صفقة خاصة تعيد الرئيس السابق إلى حلبة الدولة تحت ستار ائتلاف يقوده بنفسه، إئتلاف لا يمكن له الدخول في مواجهة مع دول هي في الحقيقة مصدر دخله وفق تعبير بعض الأصوات الملكية. بالنتيجة، لن تسلم السلطات السعودية لتغيرات ما بعد سبتمبر ألفين وأربعة عشر في اليمن، بالتضليل الإعلامي والتفجير الأمني والتلاعب السياسي تريد المملكة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

إرادة لا يبدو على الإطلاق أن الحوثيين سيقفون مكتوفي الأيدي حيالها، صحيح أنهم غير معنيين بتسعير الخلاف مع جيرانهم، لكن عزمهم على تقليص النفوذ السعودي الأمريكي ما فتئ جليا ومتعاظما، باختصار تريد أنصار الله القول: إن زمن التوليد السياسي في غرف السفراء قد ولى وإنه آن الأوان للإعتراف بانتماء الحوثيين إلى أرضهم وأحقيتهم في المشاركة السياسية.