تقرير | السعودية والعراق تعتمدان منطق المقايضة في معالجة الملفات

السعودية / نبأ – على المقلب السعودي لا يظهر حتى الآن أن المطالب المزمنة من العراقيين قد تبدلت، إغتياظ المملكة مما تعتبره هيمنة إيرانية على بغداد لم يجد طريقه إلى الهدوء بعد. تأبى الرياض عراقا دون الحد الأدنى من المقاييس السعودية، حياد تجاه إيران، هشاشة في السوق النفطية، وهيكلية سياسية تستبعد الدمقرطة وتُحكّم العشائر، عناوين ثلاثة تلخص مطامح السعوديين في بلاد الرافدين. عناوين يبدو غير منطقي الإصرار عليها في ظل موازين القوى المتحكمة بالمنطقة وحتمية تسوية الخلافات.

من هنا، يمكن أن يلجأ الطرفان السعودي والعراقي إلى منطق المقايضة على المستويات كافة، الأجواء السياسية والإعلامية المخيمة على أوساط البلدين لا توحي باستحالة حلول من هذا النوع، شخصية نوري المالكي المستفزة للسعوديين أزيحت من الواجهة بإرادة إيرانية، والكلمة السياسية العراقية نحت منحى الإنفتاح وتعزيز العلاقات لا تفجيرها، توجه فؤاد معصوم تحديدا إلى الرياض يحمل أكثر من دلالة، الرجل لا يستدعي استنفارا سعوديا على الإطلاق، بل بمقدوره لعب دور الوسيط على أكثر من صعيد، قضية الشيخ نمر النمر والمطالب السعودية من حيدر العبادي على رأس القائمة.

مطالب من شبه المؤكد أن رئيس الوزراء العراقي ليس في وارد تجاهلها أو القفز عليها، شروعه في تسليح عشائر الأنبار لمواجهة تنظيم داعش وعزمه على إدماج المكونات السياسية والعشائرية جميعها في الديناميات المستجدة بالعراق بعض من علامات الإرادة التسووية. لكن ماذا عن إرادة المسؤولين السعوديين؟ منافسهم الإقليمي في بلاد الرافدين يرى أنه غير معني بتقديم المزيد من التنازلات، وأهل الحكم في العراق يرسلون إلى الرياض المزيد من إشارات الحلول الممكنة، فهل يتلقى حكام المملكة هذه الإشارات وينخرطوا في عملية توافقية تمكن البلاد المنكوبة من التقاط أنفاسها؟