أخبار عاجلة

تقرير | نشطاء يرون إستمرار ملاحقة الشمري دليلاً على عدم جدية السلطات

السعودية / نبأ – رغم بشاعة الجريمة التي هزّت بلدة الدالوة في الأحساء، إلا أنّ الدّماء التي توزّعت على حسينيّة المصطفى كان لها دور في إيقاظ الجميع وتنبيههم إلى خطر الإرهاب والتكفير الذي الذي يُحيط بالمملكة وأهلها، وهو ما تجلّى بارتفاع الأصوات المُندِّدة بالسياسات الطائفيّة وبالخطاب التكفيري.

في المقابل، وفي حين علت الإدانات الرسميّة للجريمة، وتوافد المسؤولون لتقديم التعازي، إلا أن الإجراءات القمعيّة التي اتخذتها السلطات ضدّ النشطاء والوجوه الوطنيّة التي دعت للوحدة والتعايش وحذّرت من الفتنة قيل وقوعها؛ أثبتت هذه الإجراءات بأن الإدانات لم تكن غير ردود أفعال محسوبة بحسابات خاصة، ولاسيما مع أثارته مجزرة الأحساء من اهتزاز اجتماعي وقيمي.

الناشط الحقوقي مخلف بن دهام الشمري هو واحد من أبرز الرموز التي تعرّضت للاعتقال، بل ومحاولات القتل، وذلك ثمناً لدعوته العملية للتعايش بين أبناء الوطن الواحد. السلطات التي اتهمت الشمري بالصلاة خلف المسلمين الشيعة، والتزاور معهم، حكمت عليه بالسجن عامين، والجلد، ومنعته من الكتابة وأرغمته على إلغاء حسابه في تويتر.

ناشطون عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وبعد حادثة الأحساء، استرجعوا مواقف الشمري الوطنية، وأطلقوا حملة من أجل تكريم مخلف الشمري، مؤكدين بأن الاتهامات الموجّهة ضده كافية لإدانة السلطات.

التغريدات أشارت إلى ما وصفته بإنجازات الشمري الذي دعا للوحدة، ولم يسفك دما أو يزهق روحا، وذهب مغردون إلى وصفه ب”الرجل العملاق”.

إلى ذلك، رفع الشمري رسالةً إلى رئيس هيئة حقوق الإنسان الرسمية، تطرّق فيها إلى كونه أُدين باتهاماتٍ هي ذاتها التي لجأت إليها السلطات الرسمية بعد جريمة الأحساء، وأنه لوحقَ قضائياً على مواقف مارسها المسؤولون بعد الجريمة، ومنها الدعوة للوحدة والتزاور مع المواطنين الشيعة والتعايش معهم.

وأشار الشمري في رسالته إلى الأعباء التي تحملها وعائلته بسبب نشره ثقافة حقوق الإنسان ودفاعه عن الإنتهاكات، ودعوته لللتعايش المشترك بين المواطنين من الشيعة والسنة، كما أكّد الشمري أنه تعرض لما وصفه بالهجوم الكاسح من قبل المتطرفين كما تعرض لمحاولتي قتل بحجة أنه صديق للرافضة.

الشمري اعتبر في رسالته أن الحكم الصادر بحقه إنتهاك صارخ لحقوق الإنسان وحرية التعبير وخرقا للقانون، ودعا إلى وقفة شجاعة بإدانه الحكم والتحرك لإلغائه، كما طالب بمساندته في جهوده الرامية إلى التعايش السلمي بين كافة أطياف المجتمع السعودي دون تمييز.