العراق / نبأ – زيارة الرئيس العراقي فؤاد معصوم إلى الرياض نجحت في تذويب الجليد المتراكم بين البلدين، هذا ما توحي به المعطيات السياسية والدبلوماسية والأمنية التي تكشفت عقب الزيارة. وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري كشف أن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز وجه بالإسراع في افتتاح السفارة السعودية بالعاصمة العراقية بغداد. ووصف الجعفري لقاء عبد الله معصوم بالأكثر من إيجابي والحميم، لافتا إلى أن الملك السعودي شدد على استقرار العراق ووحدته وتعزيز علاقاته بالسعودية.
علاقات يبدو أنها تتجه نحو مزيد من التعاون على المستوى الأمني، وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أبلغ الرئيس العراقي بأن وفدا أمنيا سعوديا رفيع المستوى سيزور بغداد قريبا، في وقت اتفق فيه معصوم مع رئيس جهاز الإستخبارات السعودي خالد بن بندر بن عبد العزيز ونائب وزير الداخلية عبد الرحمن الربيعة على التنسيق والتفاهم وتبادل المعلومات الأمنية فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب.
حرب تصدرت عناوينها جدول أعمال الزيارة الأولى من نوعها منذ سنوات، الرئيس العراقي تباحث مع المسؤولين السعوديين في سبل مكافحة التنظيمات الإرهابية وتجفيف منابعها، كما تباحث معهم في آلية نقل السجناء السعوديين في العراق إلى المملكة. وفي ختام لقاءاته أثنى معصوم على ما أسماه الثقل السياسي والتاريخي والديني الكبير للسعودية، لافتا إلى أن بغداد في أمس الحاجة لأن تكون علاقاتها مع الرياض جيدة ومبنية على التفاهم.
وقال إن العلاقات العراقية الإيرانية لا يمكن أن تكون على حساب العلاقات بين العراق ودول الخليج، مضيفا أننا وجدنا الأبواب مفتوحة على مصراعيها في السعودية وفي المقابل قلوب العراقيين مفتوحة تجاه المملكة على حد تعبيره. وتابع معصوم في حديث صحافي أننا لا نريد أن نعد الملك عبد الله بشيء ونفعل شيئا آخر، مشيرا إلى أن مراجع النجف شددوا أمامه على ضرورة الإرتقاء بالأواصر السعودية العراقية وجعلها جيدة ومتميزة.
في خلاصة المشهد، تبدو زيارة الرئيس العراقي إلى السعودية ناجحة سياسيا وإعلاميا، تعهدات المسؤولين السعوديين وتصريحات نظرائهم العراقيين تنبئ بتغيرات محتملة في التتيكات السعودية حيال بغداد، فهل تدخل هذه البوادر حيز التنفيذ أم تظل في إطار التمنيات والوعود؟ الجواب رهن الأيام المقبلة.