السعودية / البحرين اليوم – منعت السلطات السعودية كاتبا سعوديا انتقد الوليد بن طلال في مقالة نشرها قبل أربعة في الطبعة السعودية من صحيفة الحياة اللندنية من الكتابة إلى أجل غير مسمى.
وقال الكاتب طراد العمري أمس على حسابه في تويتر: “أبلغت من الزملاء بجريدة الحياة بإيقافي عن الكتابة لأجل غير مسمى.. ولا أعرف السبب”.
لكن العمري ومثقفين آخرين ألمحوا إلى أن سبب الإيقاف هو آخر مقالة نشرت له في صحيفة الحياة انتقد فيه الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال، واصفا إياه بـ “الظاهرة الصوتية”، والبحث عن الجماهيرية من خلال نقد الوزراء الذين لا تربطهم به علاقة شخصية، فيما هاجمني حينما انتقدت سابقا صديقه وزير العمل.
وكان الوليد بن طلال انتقد وزير النفط علي النعيمي الشهر الماضي بسبب انخفاض أسعار النفط وعدم إتخاذه أي خطوات لمواجهة هذا الأمر.
ومعروف عن العمري الجرأة في كتابته إذا نشر مقالا في الثالث من الشهر الجاري بعنوان “دول الخليج تتلاشى”، مؤكدا إن هذه الدول في طريقها إلى الانهيار إذ لم تبادر بالإصلاح السياسي، وتسمح للشعب بالمشاركة بصناعة القرار.
وتوصف صحيفة “الحياة” بطبعتها السعودية بأنها الاجرأ في الصحف المحلية، وكانت الوحيدة حتى سنوات قليلة مضت التي تفرض عليها رقابة مسبقة من خلال موظف من وزارة الإعلام يشرف على العدد قبل إرساله المطبعة، وأوقفت في ٢٠٠٦ لمدة أربعة أيام.
وشهدت الصحافة السعودية حرية غير مسبوقة بعد أحداث سبتمبر، إلا أنها لم تدم طويلا، إذ شهدت تراجعا حادا في حريتها منذ إندلاع ثورات الربيع العربي في مطلع ٢٠١١، بحسب منظمات دولية، وصدر قانون جديد للمطبوعات قبل نحو عامين، وصف من صحافيين بإنه “دمر مساحة الحرية المحدودة التي كانت متاحة”، إذ يمنع هذا النظام انتقاد أي مسؤول في الدولة، بما فيهم رجال الدين الموالين للحكومة من أعضاء هيئة كبار العلماء. وتضع منظمة مراسلون بلا حدود السعودية في المرتبة ١٦٦ من ١٨٠ دولة لجهة الحرية الإعلامية.
يذكر أن الوليد بن طلال عُرف عنه عدم تقبله لأي نقد يوجه له، رغم أنه يقدم نفسه في وسائل الإعلام الغربية بوصفه ليبرالي ويؤمن بالحريات، إذ مارس ضغطا على موقع اليوتيوب الشهر الماضي، أدى إلى إغلاق قناة برنامج يبث عبر الموقع انتقد مقدمه وهو سعودي معارض يقيم في كندا الوليد في أحد حلقاته، قبل أن يسمح بعد أسبوع للقناة مرة أخرى بالبث.