أخبار عاجلة

تقرير| استمرار التكفير والتحريض.. السلطات السعودية لم تتحرك لوقف أصوات التكفير ودعاة القتل


السعودية/ نبأ (خاص)- لم تبرد دماء شهداء الإحساء التي سقطت منذ أكثر من عشرة أيام، ولم تبرد معها سموم الفتنة، كما لم تخفت أصوات الطائفية التي يرى ناشطون بأنها كانت عاملاً من عوامل التأجيج الطائفي وصناعة الإرهاب التكفيري الذي تسبّب في الجريمة.

أيام مرت على الجريمة المروعة، واكتفت السلطات فقط بإصدار البيانات الباردة والاستنكارات اللفظية، فيما تمنّعت عن تجفيف منابع التكفير وإصدار قوانين حقيقية تُلجم الخطاب التكفيري وتُجرِّمه. المتابعون يرون بأن ما بعد جريمة الأحساء لا زال كما قبله، حيث استمرّت الأصوات التكفيريّة المحسوبة على النظام القائم ورجال السلطة الذين تداعوا إلى العزاء بالشهداء وأكدوا على العمل من أجل مواجهة الإرهاب والتطرف، إلا أن الواقع لم يشهد أيّ فعلٍ أو خطوة عمليّة.

وبحسب ما رصد الناشطون فإن أصوات التكفير التي غذّت الإرهاب ودعت إلى القتل الطائفي؛ لا تزال تصدح في العلن، ودون رقيب أو حسيب.

الشيخ سفر بن عبدالرحمن الحوالي وصف مطالب المسلمين الشيعة في المملكة بالعدوان ومحاولة الإستبداد من الأقلية بحكم الأكثرية، وادّعى بأن مطالبهم تُعدّ استغلالاً لمشكلات الحكومة السياسية والإقتصادية وغيرها. وفي مقال نشرته عدة وسائل إعلامية، ذهب الحوالي إلى أن الحكومة السعودية أعطت من وصفهم بالأقلية الشيعية حقوقها، وأهمها حرية الإعتقاد، وذلك عندما قبلت بالسماح بالولادة والموت على الطائفة دون محاسبة، على حدّ تعبيره.

السلطات في المملكة لم تحرك ساكنا عندما كفّر الحوالي المسلمين الشيعية، وذلك حين دعا إلى محاسبة الشيعة على ما اعتبره إجهاراً بالشرك وممارسة الشعائر التي وصفها بالمجوسية، وقال بأن التذرع بالوحدة الوطنية يمثّل تحايلاً لمسخ عقيدة البلاد، كما قال.

الحوالي ليس الوجه الوحيد الذي استمرّ على بثّ الطائفيّة وسموم التكفير بعد جريمة حسينية المصطفى بالأحساء، الدكتور إبراهيم الفارس على حسابه في تويتر اعتبر أن على الدول الخليجية ألا تثق بمن وصفهم بالرافضة، كما دعا محمد البراك إلى عدم التهاون مع الأقلية الشيعية معتبرا أنهم سبب الفتن والشر والفساد.

وتعجّ وسائل الاتصال الاجتماعي بالدعوات التحريضية ضد أهالي القطيف والأحساء، ووصفهم بالمجرمين، ما يجعل الأجواء الوطنية التي ظهرت بعد جريمة الأحساء مجرّد مسرحيّة عابرة، كما يقول معارضون، والذين يذهبون إلى أن السلطات التي تعتقل النشطاء والمحامين؛ تُبدي عجزاً مريباً أمام دعاة التكفير والعنف الذي كان بيئةً محرِّضة لجريمة دالوة، مؤكدين أن استمرارهم دون مساءلة يعني أن مجزرة ليلة العاشر لن تكون الأخيرة