السعودية/ نبأ (خاص)- بين تهديد داعش بدخول السعودية والعلاقات الإقليمية المتوترة يبدو أن مستقبل الأمن في المملكة بات مبهما.
أكد الخبير الأمني والإستراتيجي الدكتور احمد الشريفي أن تنظيم داعش بات مهدِّدا للأمن الإقليمي، وأن المملكة السعودية باتت جزءا لا يتجزأ من المنظومة الإقليمية التي تقع في دائرة التهديد.
الشريفي أوضح في حوار مع إذاعة صوت روسيا أن المتغير الذي دفع زعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، لتهديد المملكة – رغم أنها كانت أول المتهمين بدعم داعش – هو الموقف السعودي الأخير تجاه المنطقة عموما، وما حصل من تغيير في السياسة الخارجية للسعودية، حيث اعتبر الشريفي أن الممكلة أدركت أن توازنات القوى في المنطقة تهدد الأمن الاقليمي، وهذا ما لا ينسجم مع تطلعات التنظيم الذي يستهدف المنطقة عموما من خلال التقسيم والتشتيت.
الشريفي أكد أن تهديد أبو بكر البغدادي الأخير بالتوجه إلى السعودية وعموم المنظومة الخليجية؛ يمثّل تهديداً جدياً، وأشار إلى إلى أن باستطاعة التنظيم أن يُحدِث اختراقا داخل المملكة، وذلك بالنظر إلى إمكانية إيجاد حواضن فكرية داخلية تؤمن بداعش، ما سيساعده على إيجاد مناخ ملائم للانتشار والتحرّك.
الشريفي أكد أن أثر الاضطراب في السعودية سيكون أكبر بكثير مما هو عليه الحال في العراق وسوريا، معلّلاً ذلك بكون الرياض نقطةً مهمة في توازن الاقتصاد الإقليمي والدولي، بوصفها مصدراً أوّلَ للنفط من المنطقة، إضافة إلى ثقل السعودية وتأثيرها العام لما تمثّلة من أدوار دينيّة رمزيّة في دول المنطقة.
وفي سؤال عن الخلاف بين السلطة الحاكمة والسلطة الدينية في المملكة، اعتبر الباحث الشريفي أن دور المؤسسة الدينية في السعودية يتركّز على دعم السلطة السياسية، مشيرا أن الخشية الكبرى تكمن في الخلايا التي لا تقرأ التوازنات السياسية ولا تحترم حدود الدول، واصفاً إيّاها بأنها خلايا اجتماعية ولها القدرة على إحداث اختراق داخل السعودية.
وعن الخلاق القطري السعودي أوضح الشريفي أن سبب الخلاف ليس السياسة القطرية المستقلة فقط، بل يعود أيضاً إلى ما وصفه بتمرّد الدوحة على المنظومة الخليجية باعتبارها تملك مشروعا يهدد الأمن الإقليمي في المنطقة، بحسب قوله. ولم يستبعد الشريفي وجود ما يُشكّل ترويكا خطرة جدا تتألف من تصالح قطر وتركيا وإسرائيل، فيما يطلق عليه بحرب الطاقة على السعودية.
وانتهى الشريفي بالإشارة إلى أن قطر باتت تُهدد السعودية بالدور الوظيفي الأيديولوجي الذي تؤديه بالتوازي مع البعد الأمني، قائلاً بأن داعش هي جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة الخطرة.