السعودية / نبأ – رأت الناشطة السعودية المُعارِضة، مضاوي الرشيد، أن “الحاكم السعودي يفضل أن تظل العلاقة مع إسرائيل تحت الطاولة، ولكنه في الوقت نفسه يواجه تحدٍ كبير بسبب تطبيع الإمارات”.
وقال الرشيد المُقيمة في لندن، في مقال في موقع “ميدل إيست آي” الإلكتروني، أنَّ “التطبيع سيتمّ تأخيره في الرياض لأنَّ التعجل سيجلب اللعنة على الملك سلمان وابنِه” ولي العهد محمد.
وأوضحت الرشيد “الحكّام في الأسرة المالكة يُفضّلون أن تظلّ العلاقةُ مع الكيانِ تحت الطاولة حالياً”، مضيفة “ولكنه (الحاكم) ملعون على كلا الحالتين، لو انضم إلى المعاهدة الإماراتية أم لم ينضم، فالمسألة هي مسألة وقت حتى يتم توقيع معاهدة أبراهام بين الإمارات وإسرائيل، وسيرتفع العلم الإسرائيلي في أبو ظبي، وسيتم تأخير ذلك في الرياض لأن الملك سلمان وابنه محمد، ولي العهد اختارا النفاق والسرية على الشفافية والانفتاح”.
وأردفت قولها: “ربما لم يكن الملك العجوز راغباً بإنهاء حكمه بخطوة مثيرة للجدل ولكنه سيظل على كلا الحالين محاصراً سواء فعل أم لا. فاتفاقية الإمارات وإسرائيل تخلق تحد جديد للمملكة”.
ولفتت الرشيد الانتباه إلى أن “السعودية تعاملت في الأيام التي تلت تطبيع العلاقة بين الإمارات وإسرائيل بالصمت، ولم يصدر أي تصريح رسمي إلا في 19 أغسطس (آب 2020)، حيث قال وزير الخارجية فيصل بن فرحان إن المملكة ملتزمة بالمبادرة العربية المقدمة عام 2002 ولن تتعجل نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل”.
ووفق الكاتبة، فإنه “في المستقبل لن يتبع (ولي العهد) محمد بن سلمان بإرادته خطوات أستاذه وحليفه ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد ومن دون أن يتعرض لضغوط شديدة من الرئيس (الأميركي) دونالد ترامب، ولهذا فسيظل متردداً لعقد اتفاق سلام”.
وتابعت قولها: “ربما لم يكن الملك سلمان مستعداً لربط نفسه باتفاقية يتم التخلي فيها عن حقوق الفلسطينيين، ولو قرر الالتزام بالصمت وتجاهل المبادرة الإماراتية، فإن راعيه الكبير في واشنطن دونالد ترامب وصهره جارد كوشنر سيشجبانه، خاصة أنهما عبرا خلال السنوات الأربع الماضية عن ولاء شديد له ولابنه”.
وأشارت إلى أنه مع الجدل الذي أثاره اتفاق الإمارات، يبقى “الصمت وعدم الوضوح هما استراتيجية السعودية لنزع فتيل الأزمة، ويعرف الملك وابنه جيداً أن التعجل في التطبيع يجلب اللعنة عليهما، والخيار الوحيد هو الصمت حول خطة مثيرة للجدل قد تكون قاضية على إرث الملك”.
وقبل أيام قليلة، دعا كوشنر السعودية إلى أن “تسير على خط الإمارات في التطبيع”، فيما قال مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين إن “الرياض من الممكن أن تكون هي التالية في تطبيع العلاقات مع تل أبيب”، بعد الإعلان عن اتفاق الأخيرة مع أبو ظبي على تطبيع كامل للعلاقات، يوم الخميس 13 آب/ أغسطس 2020.