النمسا / نبأ – رغم التقدّم الذي يُحرزه التفاوض حول البرنامج النووي، إلا أن ثمّة معوقاتٍ قائمة تتصل بالشأن السياسي قد تحول دون التوصل إلى اتفاق نهائي.
حيلولة ترتفع معها حظوظ تمديد المحادثات والإعلان عن اتفاق تمهيدي أو مرحلي، التباينات بين قوى السداسية الدولية عامل رئيس من عوامل التعثر المحتمل، فرنسا الممتعضة من التنازلات الأمريكية لا ترى أية مصلحة في تفضيل العلاقة مع إيران على العلاقات مع دول الخليج، رؤية اجتهد جون كيري في الأيام القليلة الماضية في تحييدها والحصول على ضمانات فرنسية بعدم التدخل بشكل علني في المرحلة الأخيرة من المفاوضات.
في خلاصة المشهد تبدو الحلول الوسط أو المرحلية خيارا محتملا بل مرجحا، الخلاف الإيراني الغربي حول مدة الإتفاق تمكن تسويته بمعادلة الثماني أو العشر سنوات، والنقاط المتعلقة بمفاعل آراك وموقع فوردو قد تجد لها سبيلا إلى الحل الجزئي، تماما كما قد تجد ذلك موضوعات الشفافية والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورفع العقوبات عن إيران. حلول تسمح للمتفاوضين بإعلان انتصار غير مكتمل والتمهيد لجولات جديدة تبحث ما تبقى من نقاط خلافية، نقاط تكثر التساؤلات حول الفرص التي يمكن أن يمنحها الجمهوريون للرئيس الأمريكي لتجاوزها، تلويحهم بعقوبات جديدة ضد طهران من شأنه تعقيد المشهد وتضييق الخناق على باراك أوباما.
الخناق عينه قد يلاحق الفريق المفاوض الإيراني في ظل استعدادات نواب مجلس الشورى لمساءلة ظريف، مساءلة قد تضع الرئيس الإصلاحي حسن روحاني في موقف تراجعي حيال المحافظين. فعلى أية معالم سترسو المفاوضات الإيرانية الغربية في فيينا وكيف سينعكس أي اتفاق مرحلي على المشهدين السياسيين في الولايات المتحدة وإيران؟ هذا ما ستجليه الأيام المقبلة.