السعودية/ نبأ (خاص)- جاء اللقاء بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره السعودي سعود الفيصل في وقت تتحضر فيه موسكو لاستضافة حوار سوري سوري ينهي الأزمة المستفحلة منذ ثلاثة أعوام. حوار يبدو أن المملكة تتجه نحو تعاط أكثر براغماتية حياله في ظل فشل الحملة الأمريكية على داعش واحتمال توصل الإيرانيين والأمريكيين إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي.
من الضروري انطلاق جهود حل الأزمة السورية على أساس جنيف واحد، بهذه الكلمات إختتم اللقاء بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره السعودي سعود الفيصل في موسكو، كلمات تجسد توجه روسيا نحو استقطاب الدعم لمبادرتها بشأن الأزمة السورية وميل المملكة السعودية إلى تعاط أكثر براغماتية مع هذه المبادرة.
في حسابات موسكو تقدير واقعي وجاد للدور السعودي المطلوب، حوار سوري سوري يمهد لإنهاء الأزمة المستفحلة منذ ثلاثة أعوام يقتضي تسهيلات ملكية في الحد الأدنى، ضبط المجموعات المسلحة المرتبطة بالرياض والإيعاز إلى الأجنحة السعودية في الإئتلاف المعارض بالتهدئة السياسية والإعلامية أبرز تلك التسهيلات وأكثرها إلحاحا. تسهيلات تبدو المملكة مرغمة على القبول بها وإدخالها حيز التنفيذ، كل الخطط السعودية لتبديل الحقائق السياسية في سوريا لم تؤت ثمارها، حتى الوعود الأمريكية بتسليح ما تسمى المعارضة المعتدلة ما تزال رهينة الأخذ والرد، صحيح أن متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني أعلن من واشنطن أن عمليات التدريب ستبدأ قريبا، لكن قطار التسوية قد يكون أسرع من آمال السعوديين وطموحاتهم.
إبرام اتفاق بين طهران والسداسية الدولية حول البرنامج النووي الإيراني من شأنه إذا ما تم تعبيد الطريق أمام حوارات موسكو المنتظرة، حوارات تجد السعودية يديها مكبلتين ومحجوزتين عن هندستها أو التأثير إلى حد كبير في ماهيتها ونتائجها، ما تعتبره موسكو أخطاء ملكية تراكمت على مر عقود لا يمكن أن يشفع للرياض في دور سياسي ذي ثقل وازن، لم تتحسب المملكة للحظة تكون فيها روسيا صاحبة كلمة فصل في الشأن السوري، كل ما لدى السعودية مرهون عند الدول الغربية، الأسلحة والبنى التحتية ومواد التجارة وحتى الثروة النفطية، جميعها مجالات لا يتجاوز حجم التبادل التجاري السعودي الروسي فيها ملياري دولار سنويا، ضآلة لا تخول النظام الملكي التأثير على مواقف موسكو وسياساتها فضلا عن التلويح بوسائل ضغط حيوية في الملفات الإستراتيجية.