المفاوضات حول النووي الإيرانيّ إلى التّمديد إذن، ولكنه إيذانٌ بمسيرٍ جديدٍ في خطىً تُشبه الهرولةَ نحو المجهول. لا أحدَ في دول الخليجِ على استعدادٍ لسماع دويّ انفجارٍ آخر، إلا أنّ بعضاً من هواة العرقلةِ وحملةِ الأحقادِ توافدوا على فيينا لكي يضعوا العصيَّ في العجلة التي كان يُفترضُ أن تُنجِز رحلتها اليوم، ويُكتَبَ في ختامها الاتفاقُ النّووي.
التّمديدُ في محادثاتِ النّووي قد لا يعني انفجاراً وشيكاً، ولن يؤديَ إلى احتراق الأوراق كلّها، وهو أيضاً لن يُدخِلَ الفرحَ والسُّرور الكاملَ في قلْب جَمل الصّحراء الذي لا يكفّ عن التّرحال ناقلاً أحقادَ النّفطِ وخيلاءَ الشقيقةِ الكبرى التي تظنّ أنّ المليارات كفيلةٌ بصُنْع المملكةِ الخالدة.
لم يُنجَزِ الاتفاقُ على صفيحِ الرابع والعشرين من نوفمبر، والخطوطُ تمتدُّ إلى الأول من يوليو من العام القادم، وهو ما يعنيّ أن مواطني الخليج، خاصةً، عليهم أن يسترجعوا كثيراً، وأن يحبسوا أنفاسَهم خشية المزيد من المعاناةِ والأحلام المسروقة التي قد يستر عليها النّجاحُ في لمّ شمْل مجلس التّعاون وانعقاد قمّة الدّوحة.. أمّا ما قبل ذلك وما بعده.. قثمّة قمْعٌ وصوْلاتٌ من الإسكاتِ… وإلى أن يأذن اللهُ لعباده بالفرجِ من هذه الغُمّة السّوداء.