السعودية/ متابعات- أوقفت الشرطة السعودية صباح الاثنين الناشطة لجين الهذلول التي لم تتردد في تحدي قانون منع المرأة من القيادة في المملكة، فقادت سيارتها نحو الحدود قادمة من الإمارات العربية، وعلقت هناك لمدة 24 ساعة.
أشعلت الناشطة السعودية لجين الهذلول مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن أعلنت الأحد من الإمارات العربية أنها تتجه على متن سيارتها الخاصة نحو حدود المملكة (اضغط للمشاهدة). وأرسلت لجين العديد من التغريدات وهي في طريقها نحو بلادها تشير فيها إلى خطتها وأرفقتها بالصور. وعند وصولها لمكتب الجمارك السعودية لم تتمكن الفتاة من العبور، وعلقت هناك لمدة 24 ساعة تقريبا، فنشرت تغريدة صباح اليوم الاثنين حوالي الساعة العاشرة بتوقيت باريس تقول فيها "وتميت ٢٤ ساعة على الحدود السعودية. لا هم اللي معطيني جوازي ولا هم اللي مخليني أقطع ولا الداخلية تحدثت. صمت تام من كل المسؤولين". لكن بعد فترة قصيرة على هذه التغريدة حضرت الشرطة وأخذت لجين حسب ما أعلن حساب "حملة 26 أكتوبر" على تويتر ناشرا بعض الصور عن سيارة الشرطة "قبل دقائق عن انقطاع الاتصال".
والمملكة هي البلد الوحيد في العالم الذي يحظر قيادة المرأة للسيارات رغم أن عددا متزايدا من الشخصيات العامة يضغط من أجل إلغاء هذا الإجراء. وتشكلت حول لجين الهذلول حملة مساندة واسعة فتحول البعض إلى المعبر الحدودي الذي علقت فيه الناشطة، على غرار الإعلامية ميساء العمودي التي نشرت في تغريدة هذا الصباح "للتو التقيت لجين الهذلول عند المنفذ، موظفو الحدود يريدون هويتي ويرفضون عبوري، جئت دعما ولم ألح على الدخول أساسا"، ونشرت متضامنات معها على الإنترنت فيديوهات يظهرن فيها وهن يقدن سيارات في شوارع الرياض. لكن حساب "حملة 26 أكتوبر" أعلن بعد توقيف لجين أن "الإعلامية ميساء العمودي أيضا لا ترد على الاتصالات".
وتجددت في أكتوبر/تشرين الأول في السعودية حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لتحدي القانون عبر القيادة في الطريق العام، وحذرت الداخلية النساء بعدم خرق هذا الحظر. وجاء هذا للتحذير قبل ذكرى مظاهرة في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2013 قالت خلالها عشرات النساء السعوديات إنهن خرجن في الشوارع للاحتجاج على منع قيادة المرأة للسيارات الأمر الذي أفضى إلى وقوع بعض الاعتقالات.
"امرأة تحارب عن حقوقكم"
ومارس مشاركون في الحملة ضغطا على مواقع التواصل الاجتماعي لتقود النساء السيارات مثلما حصل قبل مظاهرة العام الماضي. وكانت صفحة "حملة 26 أكتوبر" على تويتر دعت قبل حضور الشرطة إلى مساندة لجين مؤكدة أن "حدثا كبيرا" سيحصل في الساعات القادمة.
ومن رسائل المساندة التي نشرت تحت وسم "26أكتوبر" أو "لجين الهذلول" اعتبر العديد أن تحدي الناشطة للحظر عملية رمزية تساهم في تقدم المسألة وحتى في تغيير العقليات فكتب مشهور الدبيان على تويتر "احترم أن لجين تشتغل على الشي اللي تؤمن فيه. لو كلنا نسوي شي للأمور اللي نبيها تتغير في البلد كان حياتنا أفضل بمراحل". وغردت ندى التويجري "بعد التفكير في قضية لجين هذلول اكتشفت أن أحيانا الطريقة الأنسب لحل قضية هي مواجهة التيار وتحمل النتائج ولو أني كنت أعتقد العكس البارحة". وذهب بعضهم إلى نقد أعمق للمشهد السياسي والاجتماعي فقال محمد الحريري على تويتر "لجين لا تقود سيارة بل تقود أمة من ظلم أقلية تسترت بالدين وحرمت الأكثرية هي بداية لحل قضايا كثيرة حتى البطالة والسكن لله درها". وزادت حدة التغريدات بعد الإعلان عن توقيف الناشطة فكتب سيف يني ذي يزن "امرأة تحارب عن حقوقكم، ومع ذلك تستخفون بالمرأة وتقللون من شأنها".
لكن وردت ردود فعل أخرى تعبر عن الاستياء من عملية لجين إذ ترى فيها إساءة للحكومة ودهس لقيم المجتمع السعودي، فكتب محمد المطيري أمس "مازالت لجين الهذلول تتحدى القوانين السعودية وتسيء للحكومة بتغريداتها وأفعالها! نتمنى أن نرى العقوبة التي تجعلها عبره لغيرها". أما منصور السبيعي فرحب بتوقيفها مغردا "أبشرّكم الشرطة قفطوها…!!! والدولة بتربّيها إذا ماربّاها أبوها…!!!".
وقبل توقيفها بدت لجين صامدة ولم تخل تغريداتها من الفكاهة فتحدثت عن البرد في السيارة ليلا ثم عن الأكل الذي أحضر لها وحتى عن فرشاة الأسنان لكنها اعتبرت بالخصوص أن "١. لا يحق للجوازات منعي من الدخول حتى لو كنت بوجهة نظرهم "مخالفة"، لأني سعودية. ٢. رخصتي صالحة في كل دول مجلس التعاون حسب الاتفاقية" في إشارة إلى مجلس التعاون الخليجي.